نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 166
على أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يستحيل أن يترك دين الله وهو في مهد نشأته إلى الأهواء ، ويترك حفظ الشرع على الآراء من غير أن يوصي بشؤون الدين والدنيا إلى أحد . وهم أهل الأرض في الطول والعرض كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ، ليس لها من يرعاها حقّ رعايتها ، ومعاذ الله أن يترك الوصيّة بعد أن أوصي بها إليه فأمر أمته بها وضيّق عليهم بها . وقد أوصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلىّ في مبدأ الدعوة الإسلاميّة قبل ظهورها في مكّة حين أنزل الله سبحانه : * ( وَأَنْذِرْ عَشيرَتَكَ الأَقْربينَ ) * ( 1 ) . ولم يزل يكرّر وصيّتة لي ويؤكّدها مرّة بعد مرّة بأحاديثه ، حتى أراد وهو محتضر - بأبي هو وأُمّي - أن يكتب وصيّته لي تأكيداً لعهوده اللفظيّة وتوثيقاً لعرى نصوصه القولية ، فقال : " ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبيّ تنازع ، فقالوا ( قال عمر ) : هجر رسول الله - معاذ اللّه - وعندها علم أنّه لم يبق - بعد كلمتهم هذه - أثر لذلك الكتاب إلاّ الفتنة ، فقال لهم : قوموا عنّي ، فمات وهو غاضب عليهم ; لأنّهم منعوه من كتابة وصيّته واكتفى بعهوده اللفظية ، ومع ذلك فقد أوصاهم عند موته بوصايا
1 - الشعراء : 214 .
166
نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 166