نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 165
من يقع فىّ ، فهل تطيب نفسها بإفشاء الوصية وفيها كلّ الخير ؟ ! ثمّ هل كان رأيها أنّ الوصية لا تصحّ إلاّ عند الموت ; كلا ، ولكن حجّة من يكابر الحقيقة داحضة كائناً من كان ، وقد قال الله تعالى مخاطباً نبيه الكريم في محكم كتابه الحكيم : * ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصيَّةُ ) * ( 1 ) . فهل كانت أم المؤمنين تراه لكتاب الله مخالفاً ؟ أو لأحكامه صادفاً ؟ معاذ الله ! وحاشا لله ، بل كانت تراه يقتفي أثره ، ويتبع سوره ، سباقاً إلى التعبّد بأوامره ونواهيه ، بالغاً كلّ غايات التعبّد بجميع ما فيه ، ولا شكّ في أنّها سمعته يقول : " ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به أن يبيت ليلتين إلاّ ووصيته مكتوبة عنده " ( 2 ) . أو سمعت نحوه ، فإنّ أوامره الشديدة بالوصية ممّا لا ريب في صدوره منه ، ولا يجوز عليه ولا على غيره من الأنبياء ، أن يأمروا بالشيء ثمّ لا يأتمرون به أو يزجرون عن شيء ثمّ لا ينزجرون عنه ، تعالى الله عن إرسال من هذا شأنه علواً كبيراً .
1 - البقرة : 180 . 2 - صحيح البخاري 3 : 186 ، كتاب الوصية باب الوصايا ، صحيح مسلم 5 : 70 ، كتاب الوصية ، باب الوصية .
165
نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 165