نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 105
قرارات قد يتخذها الخليفة فمثلا ; كتب أبو بكر لعيينه بن حفص والأقرع بن حابس كتاباً ، فأخذاه إليّ لأشهد ، فلمّا شاهدت الكتاب لم يعجبني ، فتفلت فيه فوراً ومحوته ، فرجعا إلى أبي بكر وقالا له : والله لا ندري أأنت الأمير أم عمر ؟ فقال أبو بكر : بل هو ، لو شاء كان . ثمّ جئت إلى أبي بكر وقرعته بشدّة على هذا الكتاب . فقال لي أبو بكر : فلقد قلت لك : إنّك أقوى منّي على هذا الأمر لكنّك غلبتني ( 1 ) . ولذلك فضّلت أن يكون هو الخليفة الأوّل ، وأنا معه أساعده وأُشير عليه ، ويكون الأمر لي من بعده ، وذلك بعد أن تكون الأُمور قد استقامت واستتبّت وسار كلّ شيء حسب ما خطّطت وبهدوء ، وأكون قد قمعت المعارضين ممّن لن يبايع واستملت البعض ، وكأنّ الأمر ليس لي وإنّما كنت أنفّذ ما يطلب منّي وحسب ، وقد فهم علىٌّ هذا منّي عندما أمرته أن يبايع أبا بكر فقال لي : " احلب حلباً لك شطره ، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً " ( 2 ) ، وهذا ما كان .
1 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 12 : 59 ، كنز العمال للمتقي الهندي 3 : 914 ، تاريخ مدينة دمشق 9 : 196 . 2 - الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 18 .
105
نام کتاب : إفادات من ملفات التاريخ نویسنده : محمد سليم عرفة جلد : 1 صفحه : 105