responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 663


فكأنها بئر ويشرب الناس من الماء الذي فيها . ويكون في بعضها النحل والعسل فيشتاره الناس منها . ولقد مررت بشجرة منها .
فوجدت في داخلها رجلاً حائكاً قد نصب بها مرمته وهو ينسج . فعجبت منه . قال ابن جزي : إن ببلاد الأندلس شجرتين من شجر القسطل في جوف كل واحدة منهما حائك ينسج الثياب إحداهما بسندا وادي آش والأخرى ببشارة غرناطة .
وفي أشجار هذه الغابة التي بين ايوالاتن ومالي ما يشبه ثمرة الإجاص والتفاح والخوخ والمشمش وليست بها . وفيها أشجار تثمر شبه الفقوس فإذا طاب انفلق عن شيء شبه الدقيق فيطبخونه ويأكلونه ويباع بالأسواق . ويستخرجون من هذه الأرض حبات كالفول فيقلونها ويأكلونها وطعمها كطعم الحمص المقلو . وربما طحنوها وصنعوا منها شبه الإسفنج وقلوه بالغرتي والغرتي [1] هو ثمر كالاجاص شديد الحلاوة مضر بالبيضان إذا أكلوه ويدق عظمه فيستخرج منه زيت لهم فيه منافع فمنها أنهم يطبخون به ويسرجون السرج ويقلون به هذا الإسفنج ويدهنون به ويخلطونه بتراب عندهم ويسطحون به الدور كما تسطح بالجير . وهو عندهم كثير متيسر ويحمل من بلد إلى بلد في قرع كبار تسع القرعة منها قدر ما تسعه القلة ببلادنا . والقرع ببلاد السودان يعظم ومنه يصنعون الجفان . يقطعون القرعة نصفين فيصنعون منها جفنتين وينقشونها نقشاً حسناً .
وإذا سافر أحدهم يتبعه عبيده وجواريه يحملون فرشه وأوانيه التي يأكل ويشرب فيها وهي من القرع .
والمسافر بهذه البلاد لا يحمل زاداً ولا إداماً ولا ديناراً ولا درهماً . إنما يحمل قطع الملح وحلي الزجاج الذي يسميه الناس النظم وبعض السلع العطرية . وأكثر ما يعجبهم منها القرنفل والمصطكي وتاسرغنت وهو بخورهم فإذا وصل قرية جاءت نساء السودان بأنلي واللبن والدجاج ودقيق النبق والأرز والفوني وهو كحب الخردل يصنع من الكسكسو والعصيدة ودقيق اللوبيا فيشتري منهن ما أحب من ذلك . إلا أن الأرز يضر أكله بالبيضان والفوني خير منه .



[1] بفتح الغين المعجم وسكون الراء وكسر التاء المثناة

663

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 663
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست