responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 660


رمال تسفيها الريح فترى جبالاً من الرمل في مكان ثم تراها قد انتقلت إلى سواه والدليل هنالك من كثر تردده وكان له قلب ذكي . ورأيت من العجائب أن الدليل الذي كان لنا هو أعور العين الواحدة مريض الثانية وهو أعرف الناس بالطريق .
واكترينا التكشيف في هذه السفرة بمائة مثقال من الذهب وهو من مسوفة . وفي ليلة اليوم السابع رأينا نيران الذين خرجوا للقائنا فاستبشرنا بذلك . وهذه الصحراء منيرة مشرقة ينشرح الصدر فيها وتطيب النفس . وهي آمنة من السراق . والبقر الوحشية بها كثيراً يأتي القطيع منها حتى يقرب من الناس فيصطادونه بالكلاب والنشاب . لكن لحمها يولد أكله العطش فيتحاماه كثير من الناس لذلك . ومن العجائب أن هذه البقرة إذا قتلت وجد في كروشها الماء .
ولقد رأيت أهل مسوفة يعصرون الكرش منها ويشربون الماء الذي فيه . والحيات أيضاً بهذه الصحراء كثيرة .
حكاية ملاعب الحيات وكان في القافلة تاجر تلمساني يعرف بالحاج زيان . ومن عادته أن يقبض على الحيات ويعبث بها . وكنت أنهاه عن ذلك فلا ينتهي . فلما كان ذات يوم أدخل يده في حجر ضب ليخرجه فوجد مكانه حية فأخذها بيده . وأراد الركوب فلسعته في سبابته اليمنى وأصابه وجع شديد . فكويت يده وزاد ألمه عشي النهار فنحر جملاً وأدخل يده في كرشه وتركها كذلك ليلة ثم تناثر لحم إصبعه فقطعها من الأصل . وأخبرنا أهل مسوفة ان تلك الحية كانت قد شربت الماء قبل لسعه ولو لم تكن شربت لقتلته . ولما وصل إلينا الذين استقبلونا بالماء شربت خيلنا . ودخلنا صحراء شديدة الحر ليست كالتي عهدنا . وكنا نرحل بعد صلاة العصر ونسري الليل كله وننزل عند الصباح . وتأتي الرجال من مسوفة وبردامة وغيرهم بأحمال الماء للبيع . ثم وصلنا إلى مدينة ايوالاتن في غرة شهر ربيع الأول بعد سفر شهرين كاملين من سجلماسة . وهي أول عمالة السودان ونائب السلطان بها فربا حسين

660

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 660
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست