responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 633


البيت وجعل فوقه التراب حتى صار كالتل العظيم .
ثم جاءوا بأربعة أفراس فأجروها عند قبره حتى وقفت ونصبوا خشباً على القبر وعلقوها عليه . بعد أن أدخلوا في دبر كل فرس خشبة حتى خرجت من فمه وجعل أقارب القان المذكورون في نواويس ومعهم سلاحهم وأواني دورهم وصلبوا على قبورهم كبارهم . وكانوا عشرة : ثلاثة من الخيل على كل قبر وعلى قبور الباقين فرساً فرساً . وكان هذا اليوم يوماً مشهوداً لم يتخلف عنه أحد من الرجال ولا النساء المسلمين والكفار وقد لبسوا أجمعون ثياب العزاء وهي الطيالسة البيض للكفار والثياب البيض للمسلمين . وأقام خواتين القان وخواصه في الأخبية على قبره أربعين يوماً وبعضهم يزيد على ذلك إلى سنة . وصنعت هنالك سوق يباع فيه ما يحتاجون إليه من طعام وسواه . وهذه الأفعال لا أذكر أن أمة تفعلها سواهم في هذا العصر . فأما الكفار من الهنود وأهل الصين فيحرقون موتاهم وسواهم من الأمم يدفنون الميت ولا يجعلون معه أحداً . لكن أخبرني الثقات ببلاد السودان أن الكفار منهم إذا مات ملكهم صنعوا له ناووساً وأدخلوا معه بعض خواصه وخدامه وثلاثين من أبناء كبارهم وبناتهم بعد أن يكسروا أيديهم وأرجلهم ويجعلون معهم أواني الشراب .
وأخبرني بعض كبار مسوفة ممن يسكن بلاد كوبر مع السودان واختصه سلطانهم أنه كان له ولد . فلما مات سلطانهم أرادوا أن يدخلوا ولده مع من أدخلوه من أولادهم قال : فقلت لهم : كيف تفعلون ذلك وليس على دينكم ولا من ولدكم وفديته منهم بمال عريض . ولما قتل القان كما ذكرنا واستولى ابن عمه فيروز على الملك اختار أن تكون حضرته مدينة قراقرم [1] لقربها من بلاد بني عمه ملوك تركستان وما وراء النهر . ثم خالفت عليه الأمراء مما لم يحضر لقتل القان وقطعوا الطرق وعظمت الفتن .



[1] وضبطها بفتح القاف الأول والراء وضم الثانية وضم الراء الثانية

633

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 633
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست