نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 630
أطباق يسمونها الدست وهي من القصب وقد ألصقت قطعة أبدع إلصاق ودهنت بصبغ أحمر مشرق . وتكون هذه الأطباق عشرة : واحد في جوف آخر لرقتها . تظهر لرائيها كأنها طبق واحد ويصنعون غطاء يغطي جميعها . ويصنعون من هذا القصب صحافاً ومن عجائبها أن تقع من العلو فلا تنكسر ويجعل فيها الطعام السخن فلا يتغير صباغها ولا يحول . وتجلب من هنالك إلى الهند وخراسان وسواها . ولما دخلنا هذه المدينة بتنا ليلة في ضيافة أميرها . وبالغد دخلنا من باب يسمى كشتي وانان إلى المدينة السادسة . ويسكنها البحرية والصيادون والجلافطة والنجارون ويدعون دون كاران " درود كران " والاصباهية وهم الرماة والبيادة وهم الرجالة وجميعهم عبيد السلطان . ولا يسكن معهم سواهم وعددهم كثير . وهذه المدينة على ساحل النهر الأعظم . بتنا بها ليلة في ضيافة أميرها وجهز لنا الأمير قرطي مركباً بما يحتاج إليه من زاد وسواه وبعث معنا أصحابه برسم التضييف . وسافرنا من هذه المدينة وهي آخر أعمال الصين ودخلنا إلى بلاد الخطا [1] وهي أحسن بلاد الدنيا عمارة . ولا يكون في جميعها موضع غير معمور فإنه إن بقي موضع غير معمور طلب أهله أو من يواليهم بخراجه . والبساتين والقرى والمزارع منتظمة بجانبي هذا النهر من مدينة الخنسا إلى مدينة خان بالق . وذلك مسيرة أربعة وستين يوماً . وليس بها أحد من المسلمين إلا من كان حاضراً غير مقيم لأنها ليست بدار مقام وليس بها مدينة مجتمعة إنما هي قرى وبسائط فيها الزرع والفواكه والسكر . ولم أر في الدنيا مثلها غير مسيرة أربعة أيام من الأنبار إلى عانة . وكنا كل ليلة ننزل بالقرى لأجل الضيافة حتى وصلنا إلى مدينة خان بالق [2] وتسمى أيضاً خانقو [3] وهي حضرة القان والقان هو سلطانهم الأعظم الذي مملكته بلاد الصين والخطا . ولما وصلنا إليها أرسينا على عشرة أميال منها على العادة عندهم . وكتب إلى أمراء البحر بخبرنا فأذنوا لنا في دخول مرساها فدخلناه