responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 629


وركب ابن الأمير في أخرى ومعه أهل الطرب وأهل الموسيقى وكانوا يغنون بالصيني وبالعربي وبالفارسي وكان ابن الأمير معجباً بالغناء الفارسي فغنوا شعراً منه . وأمرهم بتكريره مراراً حتى حفظته من أفواههم وله تلحين عجيب وهو :
تا دل بمحنت داديم * در بحر فكر افتاديم جن " جون " در نماز استاديم * قوي بمحراب اندرى " اندريم " واجتمعت بذلك الخليج طائفة كبيرة لها القلاع الملونة ومظلات الحرير . وسفنهم منقوشة بأبدع نقش . وجعلوا يتحاملون ويترامون بالنارنج والليمون . وعدنا بالعشي إلى دار الأمير فبتنا بها .
وحضر أهل الطرب فغنوا بأنواع من الغناء العجيب .
حكاية المشعوذ وفي تلك الليلة حضر أحد المشعوذة وهي من عبيد القان فقال له الأمير : أرنا من عجائبك .
فأخذ كرة خشب لها ثقب فيها سيور طوال فرمى بها إلى الهواء فارتفعت حتى غابت عن الأبصار ونحن في وسط المشور أيام الحر الشديد . فلما لم يبق من السير في يده إلا يسير أمر متعلماً له فتعلق به وصعد في الهواء إلى أن غاب عن أبصارنا . فدعاه فلم يجبه ثلاثاً . فأخذ سكيناً بيده كالمغتاظ وتعلق بالسير إلى أن غاب أيضاً ثم رمى بيد الصبي إلى الأرض ثم رمى برجله ثم بيده الأخرى ثم برجله الأخرى ثم بجسده ثم برأسه ثم هبط وهو ينفخ وثيابه ملطخة بالدم . فقبل الأرض بين يدي الأمير وكلمه بالصيني وأمر له الأمير بشيء .
ثم إنه أخذ أعضاء الصبي فألصق بعضها ببعض وركله برجله فقام سوياً . فعجبت منه .
وأصابني خفقان القلب كمثل ما كان أصابني عند ملك الهند حين رأيت مثل ذلك . فسقوني دواء أذهب عني ما وجدت . وكان القاضي أفخر الدين إلى جانبي فقال لي : والله ما كان من صعود ولا نزول ولا قطع عضو وإنما ذلك شعوذة . وفي غد تلك الليلة دخلنا من باب المدينة الخامسة وهي من أكبر المدن يسكنها عامة الناس . وأسواقها حسان وبها الحذاق بالصنائع وبها تصنع الثياب الخنساوية . ومن عجيب ما يصنعون بها

629

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 629
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست