نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 605
في سوق من الأسواق وفيه من المراكب ما لا يحصى كثرة وفي كل مركب منها طبل فإذا التقى المركبان ضرب كل واحد طبله وسلم بعضهم على بعض . وأمر السلطان فخر الدين المذكور أن لا يؤخذ بذلك النهر من الفقراء نول وأن يعطى الزاد لمن لا زاد له منهم . وإذا وصل الفقير إلى مدينة أعطي نصف دينار . وبعد خمسة عشر يوماً من سفرنا في النهر كما ذكرناه وصلنا إلى مدينة سنركاوان وسنر وهي المدينة التي قبض أهلها على الفقير شيدا عندما لجأ إليها . ولما وصلناها وجدنا بها جنكاً يريد السفر إلى بلاد الجاوة . وبينهما أربعون يوماً . فركبنا فيه وصلنا بعد خمسة عشر يوماً إلى بلاد البرهنكار الذين أفواههم كأفواه الكلاب [1] وهذه الطائفة من الهمج لا يرجعون إلى دين الهنود ولا إلى غيره وسكناهم في بيوت قصب مسقفة بحشيش الأرض على شاطئ البحر . وعندهم من أشجار الموز والفوفل والتنبول كثير . ورجالهم على مثل صورنا إلا أن أفواهم كأفواه الكلاب . وأما نساؤهم فلسن كذلك ولهن جمال بارع . ورجالهم عرايا لا يستترون . إلا أن الواحد يجعل ذكره وأنثييه في جعبة من القصب منقوشة معلقة في بطنه وتستتر نساؤهم بأوراق الشجر . ومعهم جماعة من المسلمين من أهل بنجالة والجاوة ساكنون في حارة على حدة . أخبرونا أنهم يتناكحون كالبهائم لا يستترون بذلك . ويكون للرجل منهم ثلاثون امرأة فما دون ذلك أو فوقه وأنهم لا يزنون . وإذا زنا الرجل منهم فحد الرجل أن يصلب حتى يموت أو يؤتى بصاحبه أو عبده فيصلب عوضاً منه ويسرح هو . وحد المرأة أن يأمر السلطان جميع خدامه فينكحونها واحد بعد واحد بحضرته حتى تموت ويرمون بها في البحر . ولأجل ذلك لا يتركون أحداً من أهل المراكب ينزل إليهم إلا إن كان من المقيمين عندهم . وإنما يبايعون الناس ويشارونهم على الساحل ويسوقون إليهم الماء على الفيلة لأنه بعيد من الساحل . ولا يتركونهم لاستقائه خوفاً على نسائهم لأنهن يطمحن إلى الرجال الحسان .