responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 604


فافترق مني أصحابي لكثرة الزحام وكانت الفرجية علي . فبينا أنا في بعض الطرق إذا بالوزير في موكب عظيم . فوقع بصره علي فاستدعاني وأخذ بيدي وسألني عن مقدمي ولم يفارقني حتى وصلت إلى دار السلطان معه فأردت الانفصال فمنعني وأدخلني على السلطان فسألني عن سلاطين الإسلام فأجبته ونظر إلى الفرجية فاستحسنها . فقال لي الوزير : جردها فلم يمكني خلاف ذلك . فأخذها وأمر لي بعشر خلع وفرس مجهز ونفقة . وتغير خاطري لذلك . ثم ذكرت قول الشيخ إنه يأخذها سلطان كافر . فطال عجبي من ذلك . ولما كان في السنة الأخرى دخلت دار ملك الصين بخان بالق فقصدت زاوية الشيخ برهان الدين الصاغرجي فوجدته يقرأ والفرجية عليه بعينها فعجبت من ذلك وقلبتها بيدي فقال لي : لم تقلبها وأنت تعرفها فقلت له : نعم هي التي أخذها مني سلطان الخنسا . فقال لي هذه الفرجية صنعها أخي جلال الدين برسمي . وكتب إلي أن الفرجية تصلك على يد فلان . ثم أخرج لي الكتاب فقرأته . وعجبت من صدق يقين الشيخ وأعلمته بأول الحكاية . فقال لي : أخي جلال الدين أكبر من ذلك كله وهو يتصرف في الكون وقد انتقل إلى رحمة الله تعالى .
ثم قال : بلغني أنه كان يصلي الصبح كل يوم بمكة وأنه يحج كل عام . لأنه كان يغيب على الناس يومي عرفة والعيد فلا يعرف أين ذهب . ولما وادعت الشيخ جلال الدين سافرت إلى مدينة حبنق [1] وهي من أكبر المدن وأحسنها . يشقها النهر الذي ينزل من جبال كامرو ويسمى النهر الأزرق ويسافر فيه إلى بنجالة وبلاد اللكنوتي وعليه النواعير والبساتين والقرى يمنة ويسرة كما هي على نيل مصر .
وأهلها كفار تحت الذمة يؤخذ منهم نصف ما يزدرعون ووظائف سوى ذلك . وسافرنا في هذا النهر خمسة عشر يوماً بين القرى والبساتين فكأنما نمشي



[1] وضبط اسمها بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة . وسكون النون وقاف

604

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 604
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست