responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 595


فقالوا له : لا بد من مطالعة سلطاننا بذلك . فوعدهم إلى تمام أربعة عشر يوماً . فكتبوا إلى السلطان غياث الدين بأمرهم فقرأ كتابهم على الناس يوم الجمعة فبكوا وقالوا : نبيع أنفسنا من الله . فإن الكافر إن أخذ تلك المدينة انتقل إلى حصارنا فالموت تحت السيوف أولى بنا . فتعاهدوا على الموت وخرجوا من الغد ونزعوا العمائم عن رؤوسهم وجعلوها في أعناق الخيل وهي علامة من يريد الموت . وجعلوا ذوي النجدة والأبطال منهم في المقدمة وكانوا ثلاثمائة . وجعلوا على الميمنة سيف الدين بهادور وكان فقيهاً ورعاً شجاعاً وعلى الميسرة الملك محمد السلحدار . وركب السلطان في القلب ومعه ثلاث آلاف وجعل الثلاثة الآلاف الباقين ساقة لهم وعليهم أسد الدين كيخسرو الفارسي . وقصدوا محلة الكافر عند القايلة وأهلها على غرة وخيلهم في المرعى . فأغاروا عليها . وظن الكفار أنهم سراق . فخرجوا إليهم على غير تعبية وقاتلوهم . فوصل السلطان غياث الدين فانهزم الكفار شر هزيمة وأراد سلطانهم أن يركب وكان ابن ثمانين سنة فأدركه ناصر الدين ابن أخي السلطان الذي ولي الملك بعده فأراد قتله ولم يعرفه . فقال له أحد غلمانه : هو السلطان .
فأسره وحمله إلى عمه فأكرمه في الظاهر حتى جبى منه الأموال والفيلة والخيل وكان يعده السراح . فلما استصفى ما عنده ذبحه وسلخه وملأ جلده بالتبن . فعلق على سور مترة ورأيته بها معلقاً ولنعد إلى كلامنا فنقول : ورحلت عن المحلة فوصلت إلى مدينة فتن [1] وهي كبيرة حسنة على الساحل ومرساها عجيب قد صنعت فيه قبة خشب كبيرة قائمة على الخشب الضخام يصعد إليها على طريق خشب مسقف فإذا جاء العدو ضموا إليها الأجفان التي تكون بالمرسى وصعدها الرجال والرماة فلا يصيب العدو فرصة . وبهذه المدينة مسجد حسن مبني بالحجارة وبها العنب الكثير والرمان الطيب . ولقيت الشيخ الصالح محمداً النيسابوري أحد الفقراء المولهين الذين



[1] بفتح الفاء والتاء والمثناة المشددة ونون

595

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 595
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست