نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 580
فذهبوا إلى الوزير فأعلموه . فقام وقعد واستشاط غضباً وجمع الوزراء ووجوه العسكر وبعث عني فجئته . وكانت عادتي أن أخدم له فلم أخدم . وقلت : سلام عليكم . ثم قلت للحاضرين : اشهدوا علي أني قد عزلت نفسي عن القضاء لعجزي عنه . فكلمني الوزير فصعدت وقعدت بموضع أقابله فيه وجاوبته أغلظ جواب . وأذن مؤذن المغرب فدخل إلى داره وهو يقول : ويقولون إني سلطان . وها أنذا طلبته لأغضب عليه فغضب علي . وإنما كان اعتزازي عليهم بسبب سلطان الهند لأنهم تحققوا مكانتي عنده وإن كانوا على بعد منه فخوفه في قلوبهم متمكن . فلما دخلنا إلى داره بعث إلي القاضي المعزول وكان جريء اللسان فقال لي : إن مولانا يقول لك : كيف هتكت حرمته على رؤوس الأشهاد ولم تخدم له فقلت له : إنما كنت أخدم له حين كان قلبي له طيباً فلما وقع التغير تركت ذلك وتحية المسلمين إنما هي السلام وقد سلمت . فبعثه إلي ثانية فقال : إنما غرضك الرحيل عنا فأعط صداقات النساء وديون الناس وانصرف إذا شئت . فخدمت له على هذا القول وذهبت إلى داري فخلصت مما علي من الدين . وقد أعطاني في تلك الأيام فرش دار وجهازها من أواني نحاس وسواها . وكان يعطيني كل ما أطلبه ويحبني ويكرمني ولكنه غير خاطره وتخوف مني . فلما عرف أني قد خلصت الدين وعزمت على الرحيل ندم على ما قاله وتلكأ في الإذن لي في الرحيل . فحلفت بالأيمان المغلظة أن لا بد من رحيلي . ونقلت ما عندي إلى مسجد على البحر وطلقت إحدى الزوجات وكانت إحداهن حاملاً فجعلت لها أجلاً تسعة أشهر إن عدت فبها وإلا فأمرها بيدها . وحملت معي زوجتي التي كانت امرأة السلطان شهاب الدين لأسلمها لأبيها بجزيرة ملوك وزوجتي الأولى التي بنتها أخت السلطانة . وتوافقت مع الوزير عمر دهرد والوزير حسن قائد البحر على أن أمضي إلى بلاد المعبر . وكان ملكها سلفي فأبى مدها بالعساكر لترجع الجزائر إلى حكمه وأنوب أنا عنه فيها .
580
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 580