نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 58
الذي يشرع للبر أربعة فصلات كلها في ستائر محيطة بالباب وأما الباب الذي للبحر فهو بين برجين عظيمين وبناؤها ليس في بلاد الدنيا أعجب ولا أغرب شأنا منه لأن البحر محيط بها من ثلاث جهاتها وعلى الجهة الرابعة سور تدخل السفن تحت السور وترسو هنالك وكان فيما تقدم بين البرجين سلسلة حديد معترضة لا سبيل إلى الداخل هنالك ولا إلى الخارج إلا بعد حطها وكان عليها الحراس والأمناء فلا يدخل داخل ولا يخرج خارج إلا على علم منهم وكان لعكة أيضا ميناء مثلها ولكنها لم تكن تحمل إلا السفن الصغار ثم سافرت منها إلى مدينة صيدا وهي على ساحل البحر حسنة كثيرة الفواكه يحمل منها التين والزبيب والزيت إلى بلاد مصر نزلت عند قاضيها كما الدين الأشموني المصري وهو حسن الأخلاق كريم النفس ثم سافرت منها إلى مدينة طبرية وكانت فيما مضى مدينة كبيرة ضخمة ولم يبق منها إلا رسوم تنبئ عن ضخامتها وعظم شأنها وبها الحمامات العجيبة لها بيتان أحدهما للرجال والثاني لنساء وماؤها شديد الحرارة ولها البحيرة الشهيرة طولها نحو ستة فراسخ وعرضها أزيد من ثلاثة فراسخ وبطبرية مسجد يعرف بمسجد الأنبياء فيه قبر شعيب عليه السلام وبنته زوج موسى الكليم عليه السلام وقبر سليمان عليه السلام وقبر يهودا وقبر روبيل صلوات الله وسلامه على نبينا وعليهم وقصدنا منها زيارة الجب الذي ألقي فيه يوسف عليه السلام وهو في صحن مسجد صغير وعليه زاوية والجب كبير عميق شربنا من مائه المجتمع من ماء المطر وأخبرنا وأخبرنا قيمه أن الماء ينبع منه أيضا
58
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 58