نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 57
عملها أن يطبخ الخروب ثم يعصر ويؤخذ ما يخرج منه من الرب فتصنع منه الحلواء ويجلب ذلك الرب أيضا إلى مصر والشام وبها البطيخ المنسوب إليها وهو طيب عجيب والمسجد الجامع في نهاية من الإتقان والحسن وفي وسطه بركة ماء عذب ثم سافرت منها إلى مدينة عجلون وهي مدينة حسنة لها أسواق كثيرة وقلعة خطيرة ويشقها نهر ماؤه عذب ثم سافرت منها بقصد اللاذقية فمررت بالغور وهو واد بين تلال به قبر أبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأرض رضي الله عنه زرناه وعليه زاوية فيها الطعام لأبناء السبيل وبتنا هنالك ليلة ثم وصلنا إلى القصير وبه قبر معاذ بن جبل رضي الله عنه وتبركت أيضا بزيارته ثم سافرت على الساحل فوصلت إلى مدينة عكة وهي خراب وكانت عكة قاعدة بلاد الإفرنج بالشام ومرسى سفنهم وتشبه قسطنطينية العظمى وبشرقيها عين ماء تعرف بعين البقر يقال أن الله تعالى أخرج منها البقر لآدم عليه السلام وينزل إليه في درج وكان عليها مسجد بقي منه محرابه وبهذه المدينة قبر صالح عليه السلام ثم سافرت منها إلى مدينة صور وهي خراب وبخارجها قرية معمورة وأكثر أهلها أرفاض ولقد نزلت بها مرة على بعض المياه أريد الوضوء فأتى بعض أهل تلك القرية ليتوضأ فبدأ بغسل رجليه ثم غسل وجهه ولم يتمضمض ولا استنشق ثم مسح بعض رأسه فأخذت عليه في فعله فقال لي إن البناء إنما يكون ابتداؤه من الأساس ومدينة صور هي التي يضرب بها المثل في الحصانة والمنعة لأن البحر محيط بها من ثلاث جهاتها ولها بابان أحدهما للبر والثاني للبحر ولبابها
57
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 57