نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 549
ذكر الفلفل وشجرات الفلفل شبيهة بدوالي العنب وهم يغرسونها إزاء النارجيل فتصعد فيها كصعود الدوالي إلا أنها ليس لها عسلوج وهو الغزل كما للدوالي وأوراق شجره تشبه آذان الخيل . وبعضها يشبه أوراق العليق ويثمر عناقيد صغاراً . حبها كحب أبي قنينة إذا كانت خضراء . وإذا كان أوان الخريف قطفوه وفرشوه على الحصر في الشمس . كما يصنع بالعنب عند تزبيبه . ولا يزالون يقلبونه حتى يستحكم يبسه ثم يبيعونه من التجار . والعامة ببلادنا يزعمون أنهم يقلونه بالنار . وبسبب ذلك يحدث فيه التكريش وليس كذلك وإنما يحدث ذلك فيه بالشمس . ولقد رأيته بمدينة قالقوط يصب للكيل كالذرة ببلادنا . وأول مدينة دخلناها من بلاد المليبار مدينة أبي سرور [1] وهي صغيرة على خور كبير كثيرة أشجار النارجيل . وكبير المسلمين بها الشيخ جمعه المعروف بأبي ستة أحد الكرماء . أنفق أمواله على الفقراء والمساكين حتى نفدت . وبعد يومين منها وصلنا إلى مدينة فاكنور [2] مدينة كبيرة على خور بها قصب السكر الكثير الطيب لذي لا مثيل له بتلك البلاد . وبها جماعة من المسلمين يسمى كبيرهم بحسين السلاط وبها قاض وخطيب . وعمر بها حسين المذكور مسجداً لإقامة الجمعة . ذكر سلطانها وسلطان فاكنور كافر اسمه باسدو [3] وله نحو ثلاثين مركباً حربياً قائدها مسلم يسمى لولا وكان من المفسدين يقطع بالبحر ويسلب التجار . ولما أرسينا على فاكنور وبعث سلطانها إلينا ولده فأقام بالمركب كالرهينة ونزلنا إليه . فأضافنا ثلاثاً بأحسن ضيافة تعظيماً لسلطان الهند وقياماً بحقه رغبة فيما يستفيده في التجارة مع أهل مراكبنا .