نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 534
بالجلوس فجلست فقال لهما : إن هذا العزيز من بلاد بعيدة فأرياه ما لم يره فقالا : نعم . فتربع أحدهما ثم ارتفع عن الأرض حتى صار في الهواء فوقنا متربعاً فعجبت منه وأدركني الوهم فوقعت على الأرض . فأمر السلطان أن أسقى دواء عنده فأفقت وقعدت وهو على حاله متربع . فأخذ صاحبه نعلاً له من شكارة كانت معه فضرب بها الأرض كالمغتاظ فصعدت إلى أن علت فوق عنق المتربع وجعلت تضرب في عنقه وهو ينزل قليلاً قليلاً حتى جلس معنا . فقال السلطان : إن المتربع هو تلميذ صاحب النعل . ثم قال : لولا أني أخاف على عقلك لأمرتهم أن يأتوا بأعظم مما رأيت . فانصرفت عنه وأصابني الخفقان ومرضت حتى أمر لي بشربة أذهبت ذلك عني . ولنعد لما كنا بسبيله فنقول : سافرنا من مدينة برون إلى منزل أمواري ثم منزل كجرا وبه حوض عظيم طوله نحو ميل وعليه الكنائس فيها الأصنام قد مثل بها المسلمون . وفي وسطه ثلاث قباب من الحجارة الحمر على ثلاث طباق وعلى أركانه الأربع قباب . ويسكن هنالك جماعة من الجوكية وقد لبدوا شعورهم وطالت حتى صارت في طولهم وغلبت عليهم صفرة الألوان من الرياضة . وكثير من المسلمين يتبعونهم ليتعلموا منهم ويذكرون أن من كانت به عاهة من برص أو جذام يأوي إليهم مدة طويلة فيبرأ بإذن الله تعالى . وأول ما رأيت هذه الطائفة بمحلة السلطان طرمشيرين ملك تركستان وكانوا نحو الخمسين . فحفر لهم غاراً تحت الأرض وكانوا مقيمين به لا يخرجون إلا لقضاء حاجة . ولهم شبه القرن يضربونه أول النهار وآخره وبعد العتمة . وشأنهم كله عجب . ومنهم الرجل الذي صنع السلطان غياث الدين الدامغاني سلطان بلاد المعبر حبوباً يأكلها تقويه على الجماع وكان من أخلاطها برادة الحديد
534
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 534