responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 460


وكان عبيده يخدمون تلك الأرض نهاراً ويدخلون الغار ليلاً ويسدونه على أنفسهم وأنعامهم خوف سراق الكفار لأنهم في جبل منيع هنالك ولما عاد السلطان إلى حضرته استقبله الشيخ ولقيه على سبعة أميال منها فعظمه السلطان وعانقه عند لقائه وعاد إلى غاره ثم بعث عنه بعد أيام فامتنع من إتيانه فبعث إليه مخلص الملك النذرباري وكان من كبراء الملوك فتلطف له في القول وحذره بطش السلطان فقال له : لا أخدم ظالماً أبداً فعاد مخلص الملك إلى السلطان فأخبره بذلك فأمر أن يأتي به فأتى به فقال له : أنت القائل : إني ظالم فقال : نعم أنت ظالم ومن ظلمك كذا و كذا وعدد أموراً منها تخريبه لمدينة دهلي وإخراجه أهلها . فأخذ السلطان سيفه ودفعه لصدر الجهان وقال : يثبت هذا أني ظالم واقطع عنقي بهذا السيف فقال له شهاب الدين : ومن يريد أن يشهد بذلك فيقتل ولكن أنت تعرف ظلم نفسك وأمر بتسليمه للملك نكبية رأس الدويدارية فقيده بأربع قيود وغل يديه وأقام كذلك أربعة عشر يوماً مواصلاً لا يأكل ولا يشرب وفي كل يوم منها يؤتى بها إلى المشور ويجمع الفقهاء والمشايخ ويقولون له : إرجع عن قولك فيقول : لا أرجع عنه وأريد أن أكون في زمرة الشهداء . فلما كان اليوم الرابع عشر بعث إليه السلطان بطعام مع مخلص الملك فأبى أن يأكل وقال : رفع رزقي من الأرض ارجع بطعامك إليه فلما أخبر بذلك السلطان أمر عند ذلك أن يطعم الشيخ خمسة أستار " أساتير " من العذرة وهي رطلان ونصف من أرطال المغرب فأخذ ذلك الموكلون بمثل هذه الأمور وهم طائفة من كفار الهنود فمدوه على ظهره وفتحوا فمه بالكلبتين وحلوا العذرة بالماء وسقوه ذلك . وفي اليوم بعده أتى به إلى دار القاضي صدر الجهان وجمع الفقهاء والمشايخ ووجوه الأعزة فوعظوه وطلبوا منه أن يرجع عن قوله فأبى ذلك . فضربت عنقه رحمه

460

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 460
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست