نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 438
تقرب من أهل الهند كاليمن وخراسان وفارس مملوءة بأخباره يعلمونها حقيقة ولا سيما جوده على الغرباء فإنه يفضلهم على أهل الهند ويؤثرهم ويجزل لهم الإحسان ويسبغ عليهم الإنعام ويوليهم الخطط الرفيعة ويوليهم المواهب العظيمة . ومن إحسانه إليهم أنه سماهم الأعزة ومنع من أن يدعوا الغرباء وقال : إن الرجل إذا دعي غريباً انكسر خاطره وتغير حاله . وسأذكر بعضاً مما لا يحصى من عطاياه الجزيلة ومواهبه إن شاء الله تعالى . ذكر عطائه لشهاب الدين الكازروني وحكايته كان شهاب الدين هذا صديقاً لملك التجار الكازروني الملقب ببرويز . وكان السلطان قد أقطع ملك التجار مدينة كنباية ووعده أن يوليه الوزارة . فبعث إلى صديقه شهاب الدين ليقدم عليه فأتاه وأعد هدية للسلطان وهي سراجة من الملف المقطوع المزين بورقة الذهب وصيوان مما يناسبها وخباء وتابع وخباء راحة كل ذلك من الملف المزين وبغال كثيرة . فلما قدم شهاب الدين بهذه الهدية على صاحبه ملك التجارة وجده آخذاً في القدوم على الحضرة بما اجتمع عنده من مجابي بلاده وبهدية للسلطان . وعلم الوزير خواجة جهان بما وعده به السلطان من ولاية الوزارة فغار من ذلك وقلق بسببه . وكانت بلاد كنباية والجزرات قبل تلك المدة في ولاية الوزير لأهلها تعلق بجانبه وانقطاع إليه وتخدم له . وأكثرهم كفار وبعضهم عصاة يمتنعون بالجبال . فدس الوزير إليهم أن يضربوا على ملك التجار إذا خرج إلى الحضرة . فلما خرج بالخزائن والأموال ومعه شهاب الدين بهديته نزلوا يوماً عند الضحى على عادتهم وتفرقت العساكر ونام أكثرهم . فضرب عليهم الكفار في جمع عظيم فقتلوا ملك التجار وسلبوا الأموال والخزائن
438
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 438