responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 426


نعشه على كاهله فبلغ ذلك أباه فأنكره وتوعده . وكان قد رأى منه أموراً ونقم عليه استكثاره من شراء المماليك وإجزاله العطايا واستجلابه قلوب الناس فزاد حنقه عليه . وبلغه أن المنجمين زعموا أنه لا يدخل مدينة دهلي بعد سفره ذلك فتوعده .
ولما عاد من سفره وقرب من الحاضرة أمر ولده أن يبني له قصراً وهم يسمونه الكشك [1] على واد هنالك يسمى أفغان بور فبناه في ثلاثة أيام . وجعل أكثر بنائه بالخشب مرتفعاً على الأرض قائماً على سواري خشب وأحكمه بهندسة تولى النظر فيها الملك زاده المعروف بعد ذلك بخواجه جهان واسمه أحمد بن إياس كبير وزراء السلطان محمد وكان إذ ذاك شحنة العمارة . وكانت الحكمة التي اخترعوها فيه أنه متى وطئت الفيلة جهة منه وقع ذلك القصر وسقط . ونزل السلطان بالقصر وأطعم الناس وتفرقوا . واستأذنه ولده في أن يعرض الفيلة بين يديه وهي مزينة فأذن له . وحدثني الشيخ ركن الدين أنه كان يومئذ مع السلطان ومعهما ولد السلطان المؤثر لديه محمود فجاء محمد ابن السلطان فقال للشيخ : يا خوند هذا وقت العصر انزل فصل قال لي الشيخ : فنزلت . وأتي بالأفيال من جهة واحدة حسبما دبروه فلما وطئتها سقط الكشك على السلطان وولده محمود قال الشيخ : فسمعت الضجة فعدت ولم أصل فوجدت الكشك قد سقط . فأمر ابنه أن يؤتى بالفؤوس والمساحي للحفر عنه وأشار بالإبطاء فلم يؤت بهما إلا وقد غربت الشمس . فحفروا ووجدوا السلطان قد حنى ظهره على ولده ليقيه الموت . فزعم بعضهم أنه خرج ميتاً وزعم بعضهم أنه أخرج حياً فأجهز عليه وحمل ليلاً إلى مقبرته التي بناها خارج البلدة المسماة باسمه تغلق أباد فدفن بها . وقد ذكرنا السبب في بنائه لهذه المدينة . وبها كانت خزائن تغلق وقصوره وبه القصر الأعظم الذي جعل قراميده مذهبة فإذا طلعت



[1] بضم الكاف وشين معجم مسكن

426

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست