نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 398
خمسة عشر رجلاً بأيديهم حزم من الحطب الرقيق ومعهم نحو عشرة بأيديهم خشب كبار وأهل الأطبال والأبواق وقوف ينتظرون مجيء المرأة وقد حجبت النار بملحفة يمسكها الرجال بأيديهم لئلا يدهشها النظر إليها . فرأيت إحداهن لما وصلت إلى تلك الملحفة نزعتها من أيدي الرجال بعنف وقالت لهم : مارا ميترساني از اطش " آتش " من ميدانم أو اطاش است رهكاني مارا وهي تضحك ومعنى هذا الكلام أبالنار تخوفونني أنا أعلم أنها نار محرقة . ثم جمعت يديها على رأسها خدمة للنار ورمت بنفسها فيها . وعند ذلك ضربت الأطبال والأنفار والأبواق ورمى الرجال ما بأيديهم من الحطب عليها وجعل الآخرون تلك الخشب من فوقها لئلا تتحرك وارتفعت الأصوات وكثر الضجيج . ولما رأيت ذلك كدت أسقط عن فرسي لولا أصحابي تداركوني بالماء . فغسلوا وجهي وانصرفت . وكذلك يفعل أهل الهند أيضاً في الغرق . يغرق كثير منهم أنفسهم في نهر الكنك وهو الذي إليه يحجون . وفيه يرمى برماد هؤلاء المحرقين . وهم يقولون : إنه من الجنة . وإذا أتى أحدهم ليغرق نفسه يقول لمن حضره " لا تظنوا أني أغرق نفسي لأجل شيء من أمور الدنيا أو لقلة مال إنما قصدي التقرب إلى كساي وكساي [1] اسم الله عز وجل بلسانهم ثم يغرق نفسه . فإذا مات أخرجوه وأحرقوه ورموا برماده في البحر المذكور . ولنعد إلى كلامنا الأول فنقول : سافرنا من مدينة أجودهن فوصلنا بعد مسيرة أربعة أيام منها إلى مدينة سرستي وهي مدينة كبيرة كثيرة الأرز وأرزها طيب ومنها يحمل إلى حضرة دهلي ولها مجبى كثير جداً . أخبرني الحاجب شمس الدين البوشنجي بمقداره ونسيته . ثم سافرنا منها إلى مدينة حانسي وهي من أحسن المدن وأتقنها وأكثرها عمارة ولها سور عظيم ذكروا أن بانيه رجل من كبار سلاطين الكفار يسمى