responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 375


واحدة أحد أولاد جعفر الصادق رضي الله عنه . وببسطام أيضاً قبر الشيخ الصالح الولي أبي الحسن الخرقاني .
وكان نزولي من هذه المدينة بزاوية الشيخ أبي يزيد البسطامي رضي الله عنه . ثم سافرت من هذه المدينة على طريق هندخير إلى قندوس وبغلان . وهي قرى فيها مشايخ وصالحون وبها البساتين والأنهار . فنزلنا بقندوس على نهر ماء به زاوية لأحد شيوخ الفقراء من أهل مصر يسمى بشير سياه ومعنى ذلك الأسد الأسود وأضافنا بها والي تلك الأرض وهي من أهل الموصل ببستان عظيم هنا لك . وأقمنا بخارج هذه القرية نحو أربعين يوماً لرعي الجمال والخيل وبها مراعٍ طيبة وأعشاب كثيرة والأمن بها شامل بسبب شدة أحكام الأمير برنطية . وقد قدمنا أن أحكام الترك في من سرق فرساً أن يعطي معه تسعة مثله فإن لم يجد ذلك أخذ فيها أولاده فإن لم يكن له أولاد ذبح ذبح الشاة . والناس يتركون دوابهم مهملة دون راع بعدو أن يسم كل واحد دوابه في أفخاذها . وكذلك فعلنا في هذه البلاد .
واتفق أن تفقدنا خيلنا بعد عشر من نزولنا بها ففقدنا منها ثلاثة أفراس . ولما كان بعد نصف شهر جاءنا التتر بها إلى منزلنا خوفاً من أنفسهم من الأحكام . وكنا نربط في كل ليلة إزاء أخبيتنا فرسين لما عسى أن يقع بالليل . ففقدنا الفرسين ذات ليلة وسافرنا من هنالك . وبعد اثنتين وعشرين ليلة جاءوا بهما إلينا في أثناء طريقنا .
وكان أيضاً من أسباب إقامتنا خوف الثلج . فإن بأثناء الطريق جبلاً يقال له هندو كوش ومعناه قاتل الهنود . لأن العبيد والجواري الذين يؤتى بهم من بلاد الهند يموت هنالك الكثير منهم لشدة البرد وكثرة الثلج وهو مسيرة يوم كامل . وأقمنا حتى تمكنا من دخول الحر وقطعنا ذلك الجبل من آخر الليل وسلكنا به جميع نهارنا إلى الغروب . وكنا نضع اللبود بين أيدي الجمال تطأ عليها لئلا تغرق في الثلج .

375

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست