نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 374
هي قواعد خراسان . ويقال لها : دمشق الصغيرة لكثرة فواكهها وبساتينها ومياهها وحسنها . وتخترقها أربعة من الأنهار . وأسواقها حسنة متسعة ومسجدها بديع وهو في وسط السوق ويليه أربع من المدارس يجري بها الماء الغزير وفيها من الطلبة خلق كثير يقرأون القرآن والفقه . وهي من حسان مدارس تلك البلاد ومدارس خراسان والعراقين ودمشق وبغداد ومصر . وإن بلغت الغاية من الإتقان والحسن فكلها تقصر عن المدرسة التي عمرها مولانا أمير المؤمنين المتوكل على الله المجاهد في سبيل الله عالم الملوك واسطة عقد الخلفاء العادلين أبو عنان وصل الله سعده ونصر جنده وهي التي عند القصبة من حضرة فاس حرسها الله تعالى فإنها لا نظير لها سعة وارتفاعاً ونقش الجص بها لا قدرة لأهل المشرق عليه . ويصنع بنيسابور ثياب الحرير من النخ والكمخاء وغيرها . وتحمل منها إلى الهند . وفي هذه المدينة زاوية الشيخ الإمام العالم القطب العابد قطب الدين النيسابوري أحد الوعاظ العلماء الصالحين : نزلت عنده فأحسن القرى وأكرم ورأيت له البراهين والكرامات العجيبة . ذكر كرامة كنت قد اشتريت بنيسابور غلاماً تركياً فرآه معي فقال لي : هذا الغلام لا يصلح لك فبعه . فقلت له : نعم وبعت الغلام في غد ذلك اليوم واشتراه بعض التجار . وودعت الشيخ وانصرفت . فلما حللت بمدينة بسطام كتب إلي بعض أصحابي من نيسابور وذكر أن الغلام المذكور قتل بعض أولاد الأتراك وقتل به . وهذه كرامة واضحة لهذا الشيخ رضي الله عنه . وسافرت من نيسابور إلى مدينة بسطام التي ينسب إليها الشيخ العارف أبو يزيد البسطامي الشهير رضي الله عنه . وبهذه المدينة قبره ومعه في قبة
374
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 374