responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 362


في عشرين ألفاً من المسلمين حملة لم يثبت لها التتر فانهزموا واشتد فيهم القتل . وأقام خليل بالمالق ثلاثاً . وخرج إلى استئصال من بقي من التتر فأذعنوا له بالطاعة . وجاز إلى تخوم الخطا والصين وفتح مدينة قراقرم ومدينة بش بالغ . وبعث إليه سلطان الخطا بالعساكر ثم وقع بينهما الصلح . وعظم أمر خليل وهابته الملوك . وأظهر العدل ورتب العساكر بالمالق وترك بها وزيره خداوند زاده .
وانصرف إلى سمرقند وبخارى . ثم إن الترك أرادوا الفتنة فسعوا إلى خليل بوزيره المذكور وزعموا أنه يريد الثورة ويقول إنه أحق بالملك لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه وشجاعته . فبعث والياً إلى المالق عوضاً عنه وأمره أن يقدم عليه نفر يسير من أصحابه . فلما فدم عليه قتله عند وصوله من غير تثبت . فكان ذلك شبب خراب ملكه . وكان خليل لما عظم أمره بغى على صاحب هراة الذي أورثه الملك وجهزه بالعساكر والمال . فكتب إليه أن يخطب في بلاد باسمه ويضرب الدنانير والدراهم على سكته فغاظ ذلك الملك حسيناً وأنف منه وأجابه بأقبح جواب . فتجهز خليل لقتاله فلم توافقه عساكر الإسلام ورأوه باغياً عليه .
وبلغ خبره إلى الملك حسين فجهز العساكر مع ابن عمه ملك رونا والتقى الجمعان . فانهزم خليل وأتى به إلى الملك حسين أسيراً فمن عليه بالبقاء وجعله في دار وأعطاه جارية وأجرى عليه النفقة . وعلى هذا الحال تركته عنده وفي أواخر سنة سبع وأربعين عند خروجي من الهند .
ولنعد إلى ما كنا بسبيله : لما عاد السلطان طرمشيرين سافرت إلى مدينة سمرقند . وهي من أكبر المدن وأحسنها وأتمها جمالاً . مبنية على شاطئ وادٍ يعرف بوادي القصارين عليه النواعير تسقى البساتين . وعنده يجتمع أهل البلد بعد صلاة العصر للنزهة والتفرج . ولهم عليه مساطب ومجالس يقعدون عليها ودكاكين تباع بها الفاكهة وسائر المأكولات . وكانت على شاطئه قصور عظيمة وعمارة تنبئ عن علو همم أهلها ،

362

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست