responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 346


نزلت بخارجها وتوجه بعض أصحابي إلى القاضي الصدر أبي حفص عمر البكري فبعث إلي نائبه نور الإسلام فسلم علي ثم عاد إليه . ثم أتى القاضي في جماعة من أصحابه فسلم علي وهو فتي السن كبير الفعال وله نائبان : أحدهما نور الإسلام المذكور .
والآخر نور الدين الكرماني من كبار الفقهاء وهو الشديد في أحكامه القوي في ذات الله تعالى .
ولما حصل الاجتماع بالقاضي قال لي : إن هذه المدينة كثيرة الزحام ودخولكم نهاراً لا يتأتى وسيأتي إليكم نور الإسلام لتدخلوا معه في آخر الليل ففعلنا ذلك . ونزلنا بمدرسة جديدة ليس بها أحد . ولما كان بعد صلاة الصبح أتى إلينا القاضي المذكور ومعه من كبار المدينة جماعة منهم مولانا همام الدين ومولانا زين الدين المقدسي ومولانا رضي الدين يحيى ومولانا فضل الله الرضوي ومولانا جلاب الدين العمادي ومولانا شمس الدين السنجري إمام أميرها . وهم أهل مكارم وفضائل والغالب على مذهبهم الاعتزال لكنهم لا يظهرونه لأن السلطان أوزبك وأميره على هذه المدينة قطلودمور من أهل السنة . وكنت أيام إقامتي بها أصلي الجمعة مع القاضي أبي حفص عمر المذكور بمسجده فإذا فرغت الصلاة ذهبت معه إلى داره وهي قريبة من المسجد فأدخل معه إلى مجلسه وهو من أبدع المجالس فيه الفرش الحافلة وحيطانه مكسوة بالملف وفيه طيقان كثيرة وفي كل طاق منها أواني الفضة المموهة بالذهب والأواني العراقية .
وكذلك عادة أهل تلك البلاد أن يصنعوا في بيوتهم ثم يأتي بالطعام الكثير وهو من أهل الرفاهية والمال الكثير والرباع . وهو سلف الأمير قطلودمور متزوج بأخت امرأته واسمها جيجا أغا . وبهذه المدينة جماعة من الوعاظ والمذكرين أكبرهم مولانا زين الدين المقدسي والخطيب مولانا حسام الدين المشاطي الخطيب المصقع أحد الخطباء الأربعة الذين لم اسمع في الدنيا أحسن منهم .

346

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست