نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 343
ذاهبين راجعين في نصف يوم وذلك في عمارة متصلة الدور لا خراب فيها ولا بساتين . وفيها ثلاثة عشر مسجداً لإقامة الجمعة أحدها للشافعية وأما المساجد سوى ذلك فكثيرة جداً . وفيها طوائف من الناس . منهم المغل وهم أهل البلاد والسلاطين وبعضهم مسلمون ومنهم الأص وهم مسلمون ومنهم القفجق والجركس والروس والروم وهم نصارى وكل طائفة تسكن محلة على حدة فيها أسواقها والتجار والغرباء من أهل العراقين ومصر والشام وغيرها ساكنون بمحلة عليها سور احتياطاً على أموال وقصر السلطان بها يسمى ألطون طاش وألطون [1] ومعناه الذهب وطاش [2] ومعناه حجر وقاضي هذه الحضرة بدر الدين الأعرج من خيار القضاة . وبها من مدرسي الشافعية الفقيه الإمام الفاضل صدر الدين سليمان اللكزي أحد الفضلاء وبها من المالكية شمس الدين المصري وهو ممن يطعن في ديانته . وبها زاوية الصالح الحاج نظام الدين أضافنا بها وأكرمنا وبها زاوية الفقيه الإمام العالم نعمان الدين الخوارزمي رأيته بها وهو من فضلاء المشايخ حسن الأخلاق كريم النفع شديد التواضع شديد السطوة على أهل الدنيا يأتي إليه السلطان أوزبك زائراً في كل جمعة فلا يستقبله ولا يقوم إليه ويقعد السلطان بين يديه ويكلمه ألطف كلام ويتواضع له والشيخ بضد ذلك . وفعله مع الفقراء والمساكين والواردين خلاف فعله مع السلطان فإنه يتواضع لهم ويكلمهم بألطف كلام ويكرمهم وأكرمني جزاه الله خيراً وبعث إلي بغلام تركي وشاهدت له بركة . كرامة له كنت أردت السفر من السرا إلى خوارزم فنهاني عن ذلك وقال لي : أقم أياماً وحينئذ نسافر فنازعتني النفس ووجدت رفقة كبيرة آخذة في السفر . فيهم تجار أعرفهم فاتفقت معهم على السفر في صحبتهم وذكرت له ذلك فقال لي : لا بد لك من الإقامة . فعزمت على السفر ، فأبق لي الغلام