إسم الكتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) ( عدد الصفحات : 682)

< فهرس الموضوعات > قاضي القسطنطينية < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الانصراف عن القسطنطينية < / فهرس الموضوعات > ثم أخذ بيدي ومشيت معه فسألني عن بيت المقدس ومن فيه من النصارى وأطال السؤال ودخلت معه إلى حرم الكنيسة الذي وصفناه آنفاً . ولما قارب الباب الأعظم خرجت جماعة من القسيسين والرهبان للسلام عليه وهو من كبارهم في الرهبانية . ولما رآهم أرسل يدي فقلت له : أريد الدخول معك إلى الكنيسة . فقال للترجمان : قل له : لا بد لداخلها من السجود للصليب الأعظم فإن هذا مما سنته الأوائل ولا يمكن خلافه فتركته ودخل وحده ولم أره بعد .
قاضي القسطنطينية ولما فارقت الملك المترهب المذكور دخلت سوق الكتاب فرآني القاضي فبعث إلي أحد أعوانه فسأل الرومي الذي معي فقال له : إنه من طلبة المسلمين . فلما عاد إليه وأخبره بذلك بعث إلي أحد أعوانه وهم يسمون القاضي النجشي كفالي فقال لي : النجشي كفالي يدعوك فصعدت إليه إلى القبة التي تقدم ذكرها فرأيت شيخاً حسن الوجه واللمة عليه لباس الرهبان وهو الملف الأسود وبين يديه نحو عشرة من الكتاب يكتبون . فقام إلي وقام أصحابه وقال : أنت ضيف الملك ويجب علينا إكرامك . وسألني عن بيت المقدس والشام ومصر وأطال الكلام وكثر عليه الازدحام وقال لي : لا بد لك أن تأتي إلى داري فأضيفك . فانصرفت عنه ولم ألقه بعد .
الانصراف عن القسطنطينية ولما ظهر لمن كان في صحبة الخاتون من الأتراك أنها على دين أبيها وراغبة في المقام معه طلبوا منها الإذن في العودة إلى بلادهم فأذنت لهم وأعطتهم عطاء جزيلاً وبعثت معهم من يوصلهم إلى بلادهم أميراً يسمى ساروجة الصغير في خمسمائة فارس وبحثت عني فأعطتني ثلاثمائة دينار من ذهبهم يسمونه البربرة وليس بالطيب وألفي درهم بندقية وشقة ملف من عمل

341