responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 302


ووعدته الخير . وسافر معنا فظهر لنا من حاله أنه صاحب مال كثير وله ديون على الناس غير أنه ساقط الهمة خسيس الطبع سئ الأفعال وكنا نعطيه الدارهم لنفقتنا فيأخذ ما يفضل من الخبز ويشتري به الإبراز والخضر والملح ويمسك ثمن ذلك لنفسه . وذكر لي أنه كان يسرق من دارهم النفقة دون ذلك وكنا نحتمله لما كنا نكابده من عدم المعرفة بلسان الترك وانتهت حاله إلى أن فضحناه وكنا نقول له في آخر النهار يا حاج كم سرقت اليوم من النفقة فيقول : كذا فنضحك منه ونرضى بذلك . ومن أفعله الخسيسة أنه مات لنا فرس في بعض المنازل فتولى سلخ جلده بيده وباعه . ومنها أنا نزلنا ليلة عند أخت له في بعض القرى فجاءت بطعام وفاكهة من الأجاص والتفاح والمشمش والخوخ كلها ميبسة وتجعل في الماء حتى ترطب فتؤكل ويشرب ماؤها . فأردنا أن نحسن إليها فعلم بذلك فقال : لا تعطوها شيئاً وأعطوا ذلك لي فأعطيناه إرضاء له وأعطيناه إحساناً في خفية بحيث لم يعلم بذلك . ثم وصلنا إلى مدينة بولي [1] ولما انتهينا إلى قريب منها وجدنا وادياً يظهر في رأي العين صغيراً فلما دخله بعض أصحابنا وجدوه شديد الجرية والانزعاج فجاوزه جميعاً . وبقيت جارية صغيرة خافوا في تجويزها وكان فرسي خيراً من أفراسهم فأردفتها وأخذت في جواز الوادي فلما توسطته وقع بي الفرس ووقعت الجارية فأخرجها أصحابي وبها رمق وخلصت أنا . ودخلنا المدينة فقصدنا زاوية أحد الفتيان الأخية ومن عوائدهم أنه لا تزال النار موقودة في زواياهم أيام الشتاء أبداً . يجعلون في كل ركن من أركان الزاوية موقد النار ويصنعون لها منافس يصعد منها الدخان ولا يؤذي الزاوية .
ويسمونها البخاري واحدها بخيري . قال ابن جزي : وقد أحسن صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الحلي في



[1] وضبط اسمها بياء موحدة مضموة وكسر اللام

302

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست