نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 30
فأرته إياه . فأدخل معه الماء . وكانت عنده موسى جديدة فحلق لحيته وحاجبيه وخرج عليها فاستقبحت هيئته واستنكرت فعله وأمرت بإخراجه وعصمه الله بذلك فبقى على هيئته فيما بعد وصار كل من يسلك طريقته أن يحلق رأسه ولحيته و حاجبيه . كرامة لهذا الشيخ : يذكر أنه لما قصد مدينة دمياط لزم مقبرتها . وكان بها قاض يعرف بابن العميد . فخرج يوماً إلى جنازة بعض الأعيان فرأى الشيخ جمال الدين بالمقبرة فقال له : أنت الشيخ المبتدع . فقال له : وأنت القاضي الجاهل تمر بدابتك بين القبور وتعلم أن حرمة الإنسان ميتاً كحرمته حياً . فقال له القاضي : وأعظم من ذلك حلقك للحيتك . فقال له : إياي تعني . وزعق الشيخ ثم رفع رأسه فإذا هو ذو لحية سوداء عظيمة . فعجب القاضي ومن معه ونزل إليه عن بغلته . ثم زعق ثانياً فإذا هو ذو لحية بيضاء حسنة ثم زعق ثالثاً ورفع رأسه . فإذا هو بلا لحية كهيئته الأولى فقبل القاضي يده وتتلمذ له وبني له الزاوية الحسنة وصحبه أيام حياته حتى مات الشيخ . فدفن بزاويته . ولما حضرت القاضي وفاته أوصى أن يدفن بباب الزاوية حتى يكون كل داخل إلى زيارة الشيخ يطأ قبره . وبخارج دمياط المزار المعروف بشطا [1] وهو ظاهر البركة يقصده أهل الديار المصرية . وله أيام في السنة معلومة لذلك . وبخارجها أيضاً بين بساتينها موضع يعرف بالمنية فيه شيخ من الفضلاء يعرف بابن النعمان . قصدت زاويته وبت عنده . وكان بدمياط أيام إقامتي بها والٍ يعرف بالمحسني من ذوي الإحسان