نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 299
سباحة وكذلك فعلنا . ووصلنا تلك الليلة إلى كاوية واسمها على مثال فاعلة من الكي نزلنا منها بزاوية أحد الأخية فكلمناه بالعربية فلم يفهم عنا وكلمنا بالتركية فلم نفهم عنه فقال : اطلبوا الفقيه فإنه يعرف العربية . فأتى الفقيه فكلمنا بالفارسية وكلمناه بالعربية فلم يفهمها منا فقال للفتى : ايشان عربي كهنه ميقوان ميگويند و من عربي نو ميدانم . وايشان معناه هؤلاء وكهنا قديم وميقوان يقولون ومن أنا ونو جديد وميدانم تعرف . وإنما أراد الفقيه بهذا الكلام ستر نفسه عن الفضيحة حين ظنوا أنه يعرف اللسان العربي وهو لا يعرفه . فقال لهم : هؤلاء يتكلمون بالكلام العربي القديم وأنا لا أعرف إلا العربي الجديد فظن الفتى أن الأمر على ما قاله الفقيه . ونفعنا ذلك عنده وبالغ في إكرامنا وقال : هؤلاء تجب كرامتهم لأنهم يتكلمون باللسان العربي القديم وهو لسان النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً وأصحابه . ولم نفهم كلام الفقيه إذ ذاك لكنني حفظت لفظه . فلما تعلمت اللسان الفارسي فهمت مراده . وبتنا تلك الليلة بالزاوية وبعث معنا دليلاً إلى ينجا وضبط اسمها [1] بلدة كبيرة حسنة . بحثنا بها عن زاوية الأخي فوجدنا بها أحد الفقراء المولهين فقلت له : هذه زاوية الأخي فقال لي : نعم . فسرت عند ذلك إذ وجدت من يفهم اللسان العربي . فلما اختبرته أبرز الغيب أنه لا يعرف من اللسان العربي إلا كلمة نعم خاصة . ونزلنا بالزاوية وجاء إلينا أحد الطلبة بطعام . ولم يكن الأخي حاضراً وحصل الأنس بهذا الطالب ولم يكن يعرف اللسان العربي ولكنه تفضل وتكلم مع نائب البلدة فأعطاني فارساً من أصحابه وتوجه معنا إلى كبنوك [2] وهي بلدة صغيرة يسكنها كفار الروم تحت ذمة المسلمين وليس بها غير بيت واحد من المسلمين وهم الحكام عليهم . وهي من بلاد السلطان أرخان بك فنزلنا بدار عجوز كافرة وذلك إبان الثلج والشتاء فأحسنا إليها وبتنا عندها تلك الليلة وهذه البلدة لا شجر بها ولا دوالي العنب ولا يزرع بها إلا الزعفران
[1] بفتح الياء آخر الحروف وكسر النون وجيم [2] وضبط اسمها بفتح الكاف وسكون الباء وضم النون
299
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 299