responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 290


بغير إدام ولا خضر . فأمر بعقاب صاحب خزانته وبعث بالأبزار والسمن . وطالت إقامتنا بذلك الجبل فأدركني الملل وأردت الانصراف . وكان الفقيه أيضاً قد مل من المقام هنالك فبعث إلى السلطان يخبره أني أريد السفر . فلما كان من الغد بعث السلطان نائبه فتكلم مع المدرس بالتركية ولم أكن إذ ذاك أفهمها فأجابه عن كلامه وانصرف . فقال لي المدرس : أتدري ماذا قال : قلت : لا أعرف ما قال . قال : إن السلطان بعث إلي ليسألني ماذا يعطيك . فقلت له : عنده الذهب والفضة والخيل والعبيد فليعطه ما أحب من ذلك . فذهب إلى السلطان ثم عاد إلينا . فقال : إن السلطان يأمر أن تقيما هنا اليوم وتنزلا معه غداً إلى داره بالمدينة . ولما كان من الغد بعث فرساً جيداً من مراكبه ونزل ونحن معه إلى المدينة . فخرج الناس لاستقباله وفيهم القاضي المذكور آنفاً وسواه ودخل السلطان ونحن معه فلما نزل بباب داره ذهبت مع المدرس إلى ناحية المدرسة فدعا بنا وأمرنا بالدخول معه إلى داره . ولما وصلنا إلى دهليز الدار وجدنا من خدامه نحو عشرين صورهم فائقة الحسن وعليهم ثياب الحرير وشعورهم مفروقة وألوانهم ساطعة البياض مشربة بحمرة . فقلت للفقيه : ما هذه الصور الحسان قال : هؤلاء فتيان روميون . وصعدنا مع السلطان درجاً كثيرة إلى أن انتهينا إلى مجلس حسن في وسطه صهريج ماء وعلى كل ركن من أركانه صورة سبع نحاس يمج ماء من فيه وتدور بهذا المجلس مصاطب متصلة مفروشة وفوق إحداها مرتبة السلطان . فلما انتهينا إليها نحى السلطان مرتبته بيده وقعد معنا على الأقطاع وقعد الفقيه عن يمينه والقاضي مما يلي الفقيه وأنا مما يلي القاضي وقعد القراء أسفل المصطبة والقراء لا يفارقونه حيث كان من مجالسه .
ثم جاءوا بصحاف من الذهب والفضة مملوءة بالجلاب المحلول قد عصر فيه ماء الليمون وجعل فيه كعكات صغار مقسومة وفيها ملاعق ذهب وفضة وجاءوا معها بصحاف الصيني

290

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست