responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 289


بسببها وانقطع عن المدرسة ثم إن السلطان بعث في طلبي ثانية فشق ذلك على المدرس فقال : أنا لا أستطيع الركوب ومن غرضي التوجه معك لأقرر لدى السلطان ما يجب لك . ثم إنه تحامل ولف على رجله خرقاً وركب ولم يضع رجله في الركاب . وركبت أنا وأصحابي وصعدنا إلى الجبل في طريق قد نحتت وسويت فوصلنا إلى موضع السلطان عند الزوال فنزلنا على نهر ماء تحت ظلال شجر الجوز وصادفنا السلطان في قلق وشغل بال بسبب فرار ابنه الأصغر سليمان عنه إلى صهره السلطان أرخان بك فلما بلغه خبر وصولنا بعث إلينا ولديه : خضر بك وعمر بك فسلما على الفقيه وأمرهما بالسلام علي ففعلا ذلك وسألاني عن حالي ومقدمي وانصرفا . وبعث إلي ببيت يسمى عندهم الخرقة " خركاه " وهو عصي من الخشب تجمع شبه القبة وتجعل عليها اللبود ويفتح أعلاه لدخول الضوء والريح مثل البادهنج . ويسد متى احتيج إلى شده . وأتوا بالفرش ففرشوه وقعد الفقيه وقعدت معه أصحابه وأصحابي خارج البيت تحت ظلال شجر الجوز وذلك الموضع شديدة البرد ومات لي تلك الليلة فرس من شدة البرد . ولما كان من الغد ركب المدرس إلى السلطان وتكلم في شأني بما اقتضته فضائله ثم عاد إلي وأعلمني بذلك .
وبعد ساعة وجه السلطان في طلبنا معاً فجئنا إلى منزله ووجدناه قائماً فسلمنا عليه وقعد الفقيه عن يمينه وأنا مما يلي الفقيه . فسألني عن حالي ومقدمي وسألني عن الحجاز ومصر والشام واليمن والعراقين وبلاد الأعاجم . ثم حضر الطعام فأكلنا وانصرفنا وبعث الأرز والدقيق والسمن في كروش الأغنام وكذلك فعل الترك . وأقمنا على تلك الحال أياماً يبعث إلينا كل يوم فنحضر طعامه وأتى يوماً إلينا بعد الظهر وقعد الفقيه في صدر المجلس وأنا عن يساره وقعد السلطان عن يمين الفقيه وذلك لعزة الفقهاء عند الترك وطلب مني أن أكتب له أحاديث من حديث رسول صلى الله عليه وسلم فكتبتها له وعرضها الفقيه عليه في تلك الساعة فأمره أن يكتب له شرحها باللسان التركي ثم قام فخرج ورأى الخدام يطبخون لنا الطعام تحت ظلال الجوز

289

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست