responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 270


وبها حدائق النخل والرمان والأترج يزرع بها القطن وهي شديدة الحر كثيرة الرمال وربما غلب الرمل على بعض منازلها وكان فيما بينها وبين عمان طريق استولت عليه الرمال وانقطع فلا يوصل من عمان إليها إلا في البحر وبالقرب منها جبلان عظيمان يسمى أحدهما بكسير وهو في غربيها ويسمى الآخر يعوير وهو في شرقيها وبهما ضرب المثل فقيل " كسير وعوير وكل غير خير ثم سافرنا إلى مدينة القطيف [1] كأنه تصغير قطف وهي مدينة كبيرة حسنة ذات نخل كثير يسكنها طوائف العرب وهم رافضية غلاة يظهرون الرفض جهاراً لا يبقون أحداً ويقول مؤذنهم في أذانه بعد الشهادتين : أشهد أن علياً ولي الله ويزيد بعد الحيعلتين : حي على خير العمل ويزيد بعد التكبير الأخير محمد وعلي خير البشر ومن خالفهما فقد كفر .
ثم سافرنا منها إلى مدينة هجر وتسمى الآن بالحسا وهي التي يضرب المثل بها فيقال : كجالب التمر إلى هجر وبها من النخيل ما ليس ببلد سواها ومنه يعلفون دوابهم وأهلها عرب وأكثرهم من قبيلة عبد القيس بن أفصى . ثم سافرنا منها إلى مدينة اليمامة وتسمى أيضاً بحجر [2] مدينة حسنة خصبة ذات أنهار وأشجار يسكنها طوائف من العرب وأكثرهم من بني حنيفة وهي بلدهم قديماً وأميرهم طفيل بن غانم ثم سافرت منها في صحبة هذا الأمير برسم الحج وذلك في سنة اثنتين وثلاثين فوصلت إلى مكة شرفها الله تعالى . وحج في تلك السنة الملك الناصر سلطان مصر رحمه الله وجملة من أمرائه وهي آخر حجة حجها وأجزل الإحسان لأهل الحرمين الشريفين وللمجاورين وفيها قتل الملك الناصر أمير أحمد الذي يذكر أنه ولده وقتل أيضاً كبير أمرائه بكتمور الساقي .



[1] وضبط اسمها بضم القاف
[2] بفتح الحاء المهمل واسكان الجيم

270

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست