نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 262
عندهم الحرة . وأكلت بهذه المدينة سمكاً لم آكل مثله في إقليم من الأقاليم وكنت أفضله على جميع اللحوم فلا آكل سواه . وهم يشوونه على ورق الشجر ويجعلونه على الأرز ويأكلونه . والأرز يجلب إليهم من أرض الهند . وهم أهل تجارة ومعيشتهم مما يأتي إليهم في البحر الهندي . وإذا وصل إليهم مركب فرحوا به أشد الفرح . وكلامهم ليس بالفصيح مع أنهم عرب . وكل كلمة يتكلمون بها يصلونها بلا . فيقولون مثلا : تأكل لا تمشي لا تفعل كذا لا . وأكثرهم خوارج . لكنهم لا يقدرون على إظهار مذهبهم لأنهم تحت طاعة السلطان قطب الدين تمتهن ملك هرمز وهو من أهل السنة . وبمقربة من قلهات قرية طيبي واسمها على نحو اسم الطيب إذ أضافه المتكلم لنفسه . وهي من أجمل القرى وأبدعها حسناً ذات أنهار جارية وأشجار ناضرة وبساتين كثيرة . ومنها تجلب الفواكه إلى قلهات . وبها الموز المعروف بالمرواري بالفارسية هو الجوهري " المروار الجوهر " وهو كثير بها وجلب منها إلى هرمز وسواها . وبها أيضاً التنبول لكن ورقته صغيرة . والتمر يجلب إلى هذه الجهات من عمان . ثم قصدنا بلاد عمان فسرنا ستة أيام في صحراء ثم وصلنا بلاد عمان في اليوم السابع . وهي خصبة ذات أنهار وأشجار وبساتين وحدائق ونخل وفاكهة كثيرة مختلفة الأجناس . ووصلنا إلى قاعدة هذه البلاد وهي مدينة نزوا [1] مدينة في سفح جبل تحف بها البساتين والأنهار . يأتي كل إنسان بما عنده ويجتمعون للأكل في صحن المسجد ويأكل معهم الوارد والصادر . ولهم نجدة وشجاعة . والحرب قائمة فيما بينهم أبداً . وهم أباضية المذهب . ويصلون الجمعة ظهراً أربعاً فإذا فرغوا منها قرأ الإمام أيات من القرآن ونثر كلاماً شبه الخطبة يرضى فيه عن أبي بكر وعمر ويسكت عن عثمان وعلي . وهم أرادوا ذكر علي رضي الله عنه كنوا