نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 261
إسم الكتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) ( عدد الصفحات : 682)
إنما نمشي على هذه الطريق التي نحن عليها وبينها وبين البحر نحو ميل . فلما أظلم الليل قال لنا إن المدينة قريبة فتعالوا نمشي حتى نبيت بخارجها إلى الصباح . فخفت أن يتعرض لنا أحد في الطريق ولم أحقق مقدار ما بقي إليها فقلت له : إنما الحق أن نخرج عن الطريق فننام فإذا أصبحنا أتينا المدينة إن شاء الله . وكنت قد رأيت جملة من الرجال في سفح جبل هنالك فخفت أن يكونوا لصوصاً وقلت التستر أولى . وغلب العطش على صاحبي فلم يوافق على ذلك . فخرجت عن الطريق وقصدت شجرة من شجر أم غيلان وقد أعييت وأدركني الجهد لكني أظهرت قوة وتجلداً خوف الدليل . وأما صاحبي فمريض لا قوة له . فجعلت الدليل بيني وبين صاحبي وجعلت الثياب بين ثوبي وجسدي وأمسكت الرمح بيدي ورقد صاحبي ورقد الدليل وبقيت ساهراً . فكلما تحرك الدليل كلمته وأريته أني مستيقظ ولم نزل كذلك حتى الصبح . ثم خرجنا إلى الطريق فوجدنا الناس ذاهبين بالمرافق إلى المدينة فبعثت الدليل ليأتينا بماء وأخذ صاحبي الثياب . وكان بيننا وبين المدينة مهاوٍ وخنادق . فأتانا بالماء فشربنا وذلك أوان الحر ثم وصلنا إلى مدينة قلهات [1] فأتيناها ونحن في جهد عظيم . وكنت قد ضاقت نعلي على رجلي حتى كاد الدم يخرج من تحت أظفارها فلما وصلنا باب المدينة كان ختام المشقة أن قال لنا الموكل بالباب : لا بد لك أن تذهب معي إلى أمير المدينة ليعرف قضيتك ومن أين قدمت . فذهبت معه إليه فرأيته فاضلاً حسن الأخلاق وسألني عن حالي وأنزلني وأقمت عنده ستة أيام لا قدرة لي فيها على النهوض على قدمي لما لحقها من الآلام . ومدينة قلهات على الساحل وهي حسنة الأسواق ولها مسجد من أحسن المساجد . حيطانه بالقاشاني وهو شبه الزليج . وهو مرتفع ينظر منه إلى البحر والمرسى وهو من عمارة الصالحة بيبي مريم ومعنى بيبي
[1] وضبط اسمها بفتح القاف واسكان اللام وآخره تاء مثناة
261
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 261