responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 259


وكان يجالسني تاجر من أهل جزيرة مصيرة ساكن بظفار اسمه مسلم ورأيته يأكل معهم تلك الطيور فأنكرت ذلك عليه فاشتد خجله وقال لي : ظننت أنهم ذبحوها . وانقطع عني بعد ذلك من الخجل فكان لا يقربني حتى أدعو به . وكان طعامي في تلك الأيام بذلك المركب التمر والسمك . وكانوا يصطادون بالغدو والعشي سمكاً يسمى بالفارسية شير ما هي ومعناه أسد السمك لأن شير هو الأسد وما هي السمك . وهو يشبه الحوت المسمى عندنا بتازرت وهم يقطعونه قطعاً ويشوونه ويعطون كل من في المركب قطعة لا يفضلون أحداً على أحد ولا صاحب المركب ولا سواه ويأكلونه بالتمر . وكان عندي خبز وكعك استصحبتهما من ظفار فلما نفدا كنت أقتات من ذلك السمك في جملتهم . وعيدنا عيد الأضحى على ظهر البحر وهبت علينا في يومه ريح عاصف بعد طلوع الفجر ودامت إلى طلوع الشمس وكادت تغرقنا .
كرامة للحاج خضر وكان معنا في المركب حاج من أهل الهند يسمى بخضر ويدعى بمولانا لأنه يحفظ القرآن ويحسن الكتابة فلما رأى هول البحر لف رأسه بعباءة كانت له وتناوم فلما فرج الله ما نزل بنا قلت له : يا مولانا خضر كيف رأيت قال : كنت عند الهول أفتح عيني أنظر هل أرى الملائكة الذين يقبضون الأرواح جاءوا فلا أراهم فأقول الحمد لله لو كان الغرق لأتوا لقبض الأرواح . ثم أغلق عيني ثم أفتحهما فأنظر كذلك إلى أن فرج الله عنا . وكان قد تقدمنا مركب لبعض التجار فغرق ولم ينج منه إلا رجل واحد خرج عوماً بعد جهد شديد . وأكلت في ذلك المركب نوعاً من الطعام لم أذقه قبل ولا بعد صنعه بعض تجار عمان وهو من الذرة طبخها من غير طحن

259

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست