responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 24


أنا أضمن هذه المدينة وكل ما يحدث فيها أطالب به وأحوط على السلطان مرتبات العساكر والرجال . فأنكر الأميران قوله وقالا : إنما تريد الثورة على السلطان وقتلاه . وإنما كان قصده رحمه الله إظهار النصح والخدمة للسلطان فكان فيه حتفه وكنت سمعت أيام إقامتي بالإسكندرية بالشيخ الصالح العابد المنقطع المنفق من الكون أبي عبد الله المرشدي وهو من كبار الأولياء المكاشفين وأنه منقطع بمنية بني مرشد له هنالك زاوية هو منفرد فيها لا خديم له ولا صاحب . ويقصده الأمراء والوزراء وتأتيه الوفود من طوائف الناس في كل يوم فيطعمهم الطعام . وكل واحد منهم ينوي أن يأكل عنده طعاماً أو فاكهة أو حلوى فيأتي لكل واحد بما نواه وربما كان ذلك في غير إبانه . ويأتيه الفقهاء لطلب الخطبة فيولي ويعزل وذلك كله أمر مستفيض متواتر . وقد قصده الملك الناصر مرات بموضعه . فخرجت من مدينة الإسكندرية قاصداً هذا الشيخ نفعنا الله به ووصلت قرية تروجه [1] وهي على مسيرة نصف يوم من مدينة الإسكندرية . وهي قرية كبيرة بها قاضٍ ووالٍ وناظر ولأهلها مكارم أخلاق ومروءة . صحبت قاضيها صفي الدين وخطيبها فخر الدين وفاضلاً من أهلها يسمى بمبارك وينعت بزين الدين ونزلت بها على رجل من العباد الفضلاء كبير القدر يسمى عبد الوهاب . وأضافني ناظرها زين الدين بن الواعظ وسألني عن بلدي وعن مجباه فأخبرته أن مجباه نحو اثني عشر ألفاً من دينار الذهب . فعجب وقال لي : رأيت هذه القرية فإن مجباها اثنان وسبعون ألف دينار ذهباً . وإنما عظمت مجابي ديار مصر لأن جميع أملاكها لبيت المال . ثم خرجت من هذه القرية فوصلت مدينة دمنهور وهي مدينة كبيرة جبايتها كثيرة ومحاسنها أثيرة أم مدن البحيرة بأسرها وقطبها الذي عليه مدار أمرها [2] وكان قاضيها في ذلك العهد فخر الدين بن مسكين من فقهاء الشافعية



[1] وضبطها بفتح التاء الفوقية وواو وجيم مفتوحة
[2] وضبطها بدال مهملة وميم مفتوحتين ونون ساكنة وهاء مضمومة بواو وراء

24

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست