responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 222


أهل الطرب والغناء .
ورأيت من مكارمه في ذلك اليوم أنه تعرض له جماعة من العميان فشكوا ضعف حالهم فأمر لكل واحد منهم بكسوة وغلام يقوده ونفقة تجري عليه ولما ولي السلطان أبو سعيد وهو صغير كما ذكرناه استولى على أمره أمير الأمراء الجوبان وحجر عليه التصرفات حتى لم يكن بيده من الملك إلا الاسم . ويذكر أنه احتاج في بعض الأعياد إلى نفقة ينفقها فلم يكن له سبيل إليها فبعث إلى أحد التجار فأعطاه من المال ما أحب ولم يزل كذلك إلى أن دخلت عليه يوماً زوجة أبيه دنيا خاتون فقالت له : لو كنا نحن الرجال ما تركنا الجوبان وولده على ما هما عليه فاستفهمها عن مرادها بهذا الكلام فقالت له : لقد انتهى أمر دمشق خواجة بن الجوبان أن يفتك بحرم أبيك وأنه بات البارحة عند طغى خاتون . وقد بعث إلي قال لي : الليلة أبيت عندك . وما الرأي إلا أن تجمع الأمراء والعساكر فإذا صعد إلى القلعة مختفياً برسم المبيت أمكنك القبض عليه . وأبوه يكفي الله أمره . وكان الجوبان إذا ذاك غائباً بخراسان فغلبته الغيرة وبات يدبر أمره فلما علم أن دمشق خواجة بالقلعة أمر الأمراء والعساكر أن يطيفوا بها من كل ناحية فلما كان بالغد وخرج دمشق ومعه جندي يعرف بالحاج المصري فوجد سلسلة معرضة على باب القلعة وعليها قفل لم يمكنه الخروج راكباً . فضرب الحاج المصري السلسلة بسيفه فقطعها وخرجا معاً فأحاطت بهما العساكر ولحق أمير من الأمراء الخاصكية يعرف بمصر خواجة وفتى يعرف بلؤلؤ دمشق فقتلاه وأتيا الملك أبا سعيد برأسه فرموا به بين يدي فرسه . وتلك عادتهم أن يفعلوا برأس كبار أعدائهم . وأمر السلطان بنهب داره وقتل من قاتل من خدامه ومماليكه . واتصل الخبر بأبيه الجوبان وهو بخراسان ومعه أولاده مير حسن وهو الأكبر وطالش وجلوخان وهو أصغرهم وهو ابن أخت السلطان أبي سعيد من أمه ساطي بك بنت السلطان خدابنده ومعه عساكر التتر وحاميتها .

222

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست