responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 217


بغداد دارٌ لأهل المال واسعةٌ * وللصعاليك دار الضنك والضيق ظللت أمشي مضافاً في أزقتها * كأنني مصحف في بيت زنديق أبو الحسن علي بن النبيه من قصيدة :
آنست بالعراق بدراً منيراً * فطوت غيبها وخاضت هجيرا واستطابت ريا نسائم بغداد * فكادت لولا البرى أن تطيرا ذكرت من مسارح الكرخ روضاً * لم يزل ناضراً وماء نميرا واجتنت من ربى المحول نورا * واجتلت من مطالع التاج نورا آهاً على بغدادها وعراقها * وظبائها والسحر في أحداقها ومجالها عند الفرات بأوجهٍ * تبدو أهلتها على أطواقها متبختراتٍ في النعيم كأنما * خلق الهوى العذري من أخلاقها نفسي الفداء لها فأي محاسنٍ * في الدهر تشرق من سنا إشراقها ولبغداد جسران اثنان معقودان على نحو الصفة التي ذكرناها في جسر مدينة الحلة والناس يعبرونهما ليلاً ونهاراً رجالاً ونساء فهم في ذلك في نزهة متصلة ببغداد من المساجد التي يخطب فيها وتقام فيها الجمعة أحد عشر مسجداً منها بالجانب الغربي ثمانية وبالجانب الشرقي ثلاثة والمساجد سواها كثيرة جداً وكذلك المدارس إلا أنها خربت . وحمامات بغداد كثيرة وهي من أبدع الحمامات وأكثرها مطلية بالقار مسطحة به فيخيل لرائيه أنه رخام أسود وهذا القار يجلب من عين بين الكوفة والبصرة تنبع أبداً به ويصير في جوانبها كالصلصال فيجرف منها ويجلب إلى بغداد . وفي كل حمام منها خلوات كثيرة كل خلوة منها مفروشة بالقار مطلي نصف حائطها مما يلي

217

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست