responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 216


عنه : وهذه المدينة العتيقة وإن لم تزل حضرة الخلافة العباسية ومثابة الدعوة الإمامية القرشية فقد ذهب رسمها . ولم يبق إلا اسمها . وهي بالإضافة إلى ما كانت عليه قبل إنحاء الحوادث عليها والتفات أعين النوائب إليها كالطلل الدارس أو تمثال الخيال الشاخص فلا حسن فيها يستوقف البصر ويستدعي من المستوفز الغفلة والنظر إلا دجلتها التي هي بين شرقيها وغربيها كالمرآة المجلوة بين صفحتين أو العقد المنتظم بين لبتين . فهي تردها ولا تظمأ وتتطلع منها في مرآة صقيلة لا تصدأ والحسن الحريمي بين هوائها ومائها ينشأ . قال ابن جزي : وكان أبا تمام حبيب بن أوس اطلع على ما آل إليه أمرها حين قال فيها :
لقد أقام على بغداد ناعيها * فليبكها لخراب الدهر باكيها كانت على مائها والحرب موقدةٌ * والنار تطفأ حسناً في نواحيها ترجى لها عودةٌ في الدهر صالحةٌ * فالآن أضمر منها اليأس راجيها مثل العجوز التي ولت شبيبتها * وبان عنها جمال كان يحظيها وقد نظم الناس في مدحها وذكر محاسنها فأطنبوا ووجدوا امكان القول ذا سعة فأطالوا وأطابوا وفيها قال الإمام القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي البغدادي وأنشدنيه والدي رحمه الله مرات :
وكيف أرحل عنها اليوم إذ جمعت * طيب الهواءين ممدود ومقصور وفيها يقول أيضاً رحمه الله تعالى ورضي عنه :
سلام على بغداد في كل موطنٍ * وحق لها مني السلام المضاعف فوالله ما فارقتها عن قلىً لها * وإني بشطي جانبيها لعارف ولكنها ضاقت علي برحبها * ولم تكن الأقدار فيها تساعف وكانت كخلٍ كنت أهوى دنوه * وأخلاقه تنأى به وتخالف وفيها يقول أيضاً مغاضباً لها وأنشدنيه والدي رحمه الله غير ما مرة :

216

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست