responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 204


قلعته فلا يقدر على النيل منه . وضرب ليلة على دوار السلطان وقتل هنالك جماعة وأخذ من عتاق خيله عشرة وعاد إلى قلعته . فأمر السلطان أن تركب في كل ليلة خمسة آلاف فارس ويصنعون له الكمائن . وتلاحقت العساكر فقاتلهم وخلص إلى قلعته ولم يصب من أصحابه إلا واحداً أتى به إلى السلطان أبي إسحاق فخلع عليه وأطلقه وبعث معه أماناً لمظفر لينزل إليه فأبى ذلك . ثم وقعت بينهما المراسلة ووقعت له محبة في قلب السلطان أبي إسحاق لما رأى من شجاعته . فقال : أريد أن أراه فإذا رأيته انصرفت عنه . فوقف السلطان في خارج القلعة ووقف هو ببابها وسلم عليه فقال له السلطان : إنزل على الأمان . فقال له مظفر : إني عاهدت الله أن لا أنزل إليك حتى تدخل أنت قلعتي وحينئذ أنزل إليك فقال له أفعل ذلك .
فدخل إليه السلطان في عشرة من أصحاب الخواص .
فلما وصل باب القلعة ترجل مظفر وقبل ركابه ومشى بين يديه مترجلاً فأدخله داره وأكل من طعامه ونزل معه إلى المحلة راكباً فأجلسه السلطان إلى جانبه وخلع عليه ثيابه وأعطاه مالاً عظيماً ووقع الاتفاق بينهما أن تكون الخطبة باسم السلطان أبي إسحاق وتكون البلاد لمظفر وأبيه . وعاد السلطان إلى بلاده .
وكان السلطان أبو إسحاق طمح ذات مرة إلى بناء إيوان كإيوان كسرى وأمر أهل شيراز أن يتولوا حفر أساسه . فأخذوا في ذلك . وكان أهل كل صناعة يباهون من عداهم فانتهوا في المباهاة إلى أن صنعوا القفاف لنقل التراب من الجلد وكسوها ثياب الحرير المزركش وفعلوا نحو ذلك في براذع الدواب وإخراجها وصنع بعضهم الفؤوس من الفضة وأوقدوا الشمع الكثير .
وكانوا حين الحفر يلبسون أجمل ملابسهم ويربطون فوط الحرير على أوساطهم . والسلطان يشاهد أفعالهم من منظرة له . وقد شاهدت هذا المبنى وقد ارتفع عن الأرض نحو ثلاثة أذرع . ولما بني أساسه رفع عن أهل المدينة التخديم

204

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست