responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 203


متبرقعة حياء ان ترى في تلك الحال . فإن عادة نساء الأتراك أن لا يغطين وجوههن واستغاثت بأهل شيراز وقالت : أهكذا يا أهل شيراز أخرج من بينكم وأنا فلانة زوجة فلان فقام رجل من النجارين يسمى بهلوان محمود قد رأيته بالسوق حين قدومي على شيراز فقال : لا نتركها تخرج من بلدنا ولا نرضى بذلك . فتابعه الناس على قوله وثارت عامتهم ودخلوا في السلاح وقتلوا كثيراً من العسكر وأخذوا الأموال وخلصوا المرأة وأولادها . وفر الأمير حسين ومن معه وقدم على السلطان أبي سعيد مهزوماً فأعطاه العساكر الكثيفة وأمره بالعودة إلى شيراز والتحكم في أهلها بما شاء .
فلما بلغ أهلها ذلك علموا أنهم لا طاقة لهم به فقصدوا القاضي مجد الدين وطلبوا منه أن يحقن دماء الفريقين ويوقع الصلح فخرج إلى الأمير حسين . فترجل له الأمير عن فرسه وسلم عليه ووقع الصلح . ونزل الأمير حسين ذلك اليوم خارج المدينة . فلما كان من الغد برز أهلها للقائه في أجمل ترتيب وزينوا البلد وأوقدوا الشمع الكثير ودخل الأمير حسين في أبهة وحفل عظيم وسار فيهم بأحسن سيرة . فلما مات السلطان أبو سعيد وانقرض عقبه وتغلب كل أمير على ما بيده خافهم الأمير حسين على نفسه وخرج عنهم وتغلب السلطان أبو إسحاق عليها وعلى أصفهان وبلاد فارس وذلك مسيرة شهر ونصف شهر . واشتدت شوكته وطمحت همته إلى تملك ما يليه من البلاد فبدأ بالأقرب منها وهي مدينة بزد مدينة حسنة نظيفة عجيبة الأسواق ذات أنهار مطردة وأشجار نضيرة وأهلها تجار شافعية المذهب فحاصرها وتغلب عليها وتحصن الأمير مظفر شاه ابن الأمير محمد شاه بن مظفر بقلعة على ستة أميال منها منيعة تحدق بها الرمال فحاصره بها . فظهر من الأمير مظفر من الشجاعة ما خرق المعتاد ولم يسمع بمثله . فكان يضرب على عسكر السلطان أبي إسحاق ليلاً ويقتل ما شاء ويخرق المضارب والفساطيط ويعود إلى

203

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست