responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 170


ثم رحلنا ونزلنا بالجبل المخروق وهو في بيداء من الأرض وفي أعلاه ثقب نافذة تخرقه الريح ثم رحلنا منه إلى وادي الكروش ولا ماء به ثم أسرينا ليلاً وصبحنا حصن فيد وهو حصن كبير في بسيط من الأرض يدور به سور وعليه ربض وساكنوه عرب يتعيشون مع الحاج في البيع والتجارة . وهنالك يترك الحجاج بعض أزوادهم حين وصولهم من العراق إلى مكة شرفها الله تعالى فإذا عادوا وجدوه وهو نصف الطريق من مكة إلى بغداد ومنه إلى الكوفة مسيرة اثني عشر يوماً في طريق سهل به المياه في المصانع ومن عادة الركب أن يدخلوا هذا الموضع على تعبئته وأهبة للحرب إرهاباً للعرب المجتمعين هنالك وقطعاً لأطناعهم عن الركب وهنالك لقينا أميري العرب وهما فياض وحيار واسمه [1] وهما ابنا الأمير مهنا بن عيسى ومعهما من خيل العرب ورجالهم من لا يحصون كثرة فظهر منهما المحافظة على الحاج والرحال والحوطة لهم وأتى العرب بالجمال والغنم فاشترى منهم الناس ما قدروا عليه ثم رحلنا ونزلنا الموضع الأجفر ويشتهر باسم العاشقين : جميل وبثينة ثم رحلنا ونزلنا البيداء ثم نزلنا زرود وهي بسيط من الأرض فيه رمال منهالة وبه دور صغار قد أدوارها شبه الحصن وهنالك آبار ماء ليست بالعذبة ثم رحلنا ونزلنا الثعلبية ولها حصن خرب بإزائه ويجتمع من العرب بهذا الموضع جمع عظيم فيبيعون الجمال والغنم والسمن واللبن . ومن هذا الموضع إلى الكوفة ثلاث مراحل ثم رحلنا فنزلنا ببركة المرجوم وهو مشهد على الطريق عليه كوم عظيم من حجارة وكل من مر به رجمه ويذكر أن هذا المرجوم كان رافضياً فسافر مع الركب يريد الحج فوقعت بينه وبين أهل السنة من الأتراك مشاجرة فسب بعض الصحابة فقتلوه بالحجارة . وبهذا الموضع بيوت كثيرة للعرب ويقصدون الركب بالسمن



[1] بكسر الحاء واهماله وياء آخر الحروف

170

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست