نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 160
رجب ويجلبون إلى مكة الحبوب والسمن والعسل والزبيب والزيت واللوز فترخص الأسعار بمكة ويرغد عيش أهلها وتعمم المرافق ولولا أهل هذه البلاد لكان أهل مكة في شظف من العيش . ويذكر أنهم متى أقاموا ببلادهم ولم يأتوا بهذه الميرة أجدبت بلادهم ووقع الموت في مواشيهم . ومتى أوصلوا الميرة أخصبت بلادهم وظهرت فيها البركة ونمت أموالهم . فهم إذا حان وقت ميرتهم وأدركهم كسل عنها اجتمعت نساؤهم فأخرجنهم . وهذا من لطائف صنع الله تعالى وعنايته ببلده الأمين وبلاد السرو التي يسكنها بجيلة وزهران وغامد وسواهم من القبائل مخصبة كثيرة الأعناب وافرة الغلات وأهلها فصحاء الألسن لهم صدق نية وحسن اعتقاد . وهم إذا طافوا بالكعبة يتطارحون عليها لائذين بجوارها متعلقين بأستارها داعين بأدعية يتصدع لرقتها القلوب : وتدمع العيون الجامدة فترى الناس حولهم باسطي أيديهم مؤمنين على أدعيتهم . ولا يتمكن لغيرهم الطواف معهم ولا استلام الحجر لتزاحمهم على ذلك . وهم شجعان أنجاد ولباسهم الجلود . وإذا وردوا مكة هابت اعراب الطريق مقدمهم وتجنبوا اعتراضهم ومن صحبهم من الزوار حمد صحبتهم . وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم وأثنى عليهم خيراً وقال : علموهم الصلاة يعلموكم الدعاء . وكفاهم شرفاً دخولهم في عموم قوله صلى الله عليه وسلم " الإيمان يمان والحكمة يمانية " . وذكر أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يتحرى وقت طوافهم ويدخل في جملتهم تبركاً بدعائهم . وشأنهم عجيب كله وقد جاء في أثر : زاحموهم في الطواف فإن الرحمة تنصبّ عليهم صبّاً .
160
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 160