responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 159


والجبال تجيب بصداها إهلال المهللين فترق النفوس وتنهمل الدموع فإذا قضوا العمرة وطافوا بالبيت خرجوا إلى السعي بين الصفا والمروة بعد مضي شيء من الليل والمسعى متقد السرج غاص بالناس والساعيات على هوادجهن والمسجد الحرام يتلألأ نوراً . وهم يسمون هذه العمرة بالأكمية لأنهم يحرمون بها من أكمة مسجد عائشة رضي الله عنها بمقدار غلوة على مقربة من المسجد المنسوب إلى علي رضي الله عنه .
والأصل في هذه العمرة أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما لما فرغ من بناء الكعبة المقدسة خرج ماشياً حافياً معتمراً ومعه أهل مكة وذلك في اليوم السابع والعشرين من رجب وانتهى إلى الأكمة فأحرم منها وجعل طريقه على ثنية الحجون إلى المعلى من حيث دخل المسلمون يوم الفتح . فبقيت تلك العمرة سنة عند أهل مكة إلى هذا العهد وكان عهد عبد الله مذكوراً أهدى فيه بدناً كبيرة وأهدى أشراف مكة وأهل الاستطاعة منهم . وأقاموا أياماً يطعمون ويطعمون شكراً لله على ما وهبهم من التيسير والمعونة في بناء بيته الكريم على الصفة التي كانت عليها في أيام الخليل صلوات الله عليه . ثم لما قتل ابن الزبير نقض الحجاج الكعبة وردها إلى بنائها في عهد قريش وكانوا قد اقتصروا في بنائها وأبقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك لحدثان عهدهم بالكفر . ثم أراد الخليفة أبو جعفر المنصور أن يعيدها إلى بناء ابن الزبير فنهاه مالك رحمه الله عن ذلك وقال : يا أمير المؤمنين لا تجعل البيت ملعبة للملوك متى أراد أحدهم أن يغير فعل . فتركه على حاله سداً للذريعة وأهل البلاد الموالية لمكة مثل بجيلة وزهران وغامد يبادرون لحضور عمرة

159

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست