responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 150


به مكة . فسجنه الأمير عطيفة وطلبه بأداء المال فامتنع فعذّب بعصر رجليه فأعطى خمسة وعشرين ألف درهم نقرة وعاد إلى بلاد الهند . ورأيته بها ونزل بدار الأمير سيف الدين غدا ابن هبة الله بن عيسى بن مهنا أمير عرب الشام . وكان غدا ساكناً ببلاد الهند متزوجاً بأخت ملكها وسيذكر أمره . فأعطى ملك الهند للشيخ سعيد جملة مال وتوجه صحبة حاج يعرف بوشل من ناس الأمير غدا وجّهه الأمير المذكور ليأتيه ببعض ناسه ووجه معه أموالاً وتحفاً منها الخلعة التي خلعها عليه ملك الهند ليلة زفافه بأخته وهي من الحرير الأزرق مزركشة بالذهب ومرصعة بالجوهر بحيث لا يظهر لونها لغلبة الجوهر عليها وبعث معها خمسين ألف درهم ليشتري له الخيل العتاق . فسافر الشيخ سعيد صحبة وشل واشتريا سلعاً بما عندهما من الأموال . فلما وصلا جزيرة سقطرة المنسوب إليها الصبر السقطري خرج عليهما لصوص الهند في مراكب كثيرة فقاتلوهم قتالاً شديداً مات فيه من الفريقين جملة . وكان وشل رامياً فقتل منهم جماعة ثم تغلب السراق عليهم وطعنوا وشلا طعنة مات منها بعد ذلك . وأخذوا ما كان عندهم وتركوا لهم مركبهم بآلة سفره وزاده . فذهبوا إلى عدن ومات بها وشل . وعادة هؤلاء السراق أنهم لا يقتلون أحداً إلا حين القتال ولا يغرقونه وإنما يأخذون ماله ويتركونه يذهب بمركبه حيث شاء .
ولا يأخذون المماليك لأنهم من جنسهم . وكان الحاج سعيد قد سمع من ملك الهند أنه يريد إظهار الدعوة العباسية ببلده كمثل ما فعله ملوك الهند ممن تقدمه مثل السلطان شمس الدين وولده ناصر الدين . ومثل السلطان جلال الدين فيروز شاه والسلطان غياث الدين بلين . وكانت الخلع تأتي إليهم من بغداد .
فلما توفي وشل قصد الشيخ سعيد إلى الخليفة أبي العباس ابن الخليفة أبي الربيع سليمان العباسي بمصر وأعلمه بالأمر . فكتب له كتاباً بخطه بالنيابة عنه ببلاد الهند . فاستصحب الشيخ سعيد الكتاب وذهب إلى اليمن واشترى

150

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست