responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 124


وسربت إلى الضياع .
وصاحب خليص شريف حسني النسب . وعرب تلك الناحية يقيمون هنالك سوقاً عظيمة يجلبون إليها الغنم والتمر والأدام . ثم رحلنا إلى عسفان وهي في بسيط من الأرض بين جبال وبها آبار ماء معين تنسب إحداها إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه . والمدرج المنسوب إلى عثمان أيضاً على مسافة نصف يوم من خليص وهو مضيق بين جبلين . وفي موضع منه بلاط على صورة درج وأثر عمارة قديمة . وهنالك بئر تنسب إلى علي عليه السلام . ويقال : إنه أحدثها . وبعسفان حصن عتيق وبرج مشيد قد أوهنه الخراب وبه من شجر المقل كثير . ثم رحلنا من عسفان ونزلنا بطن مر ويسمى أيضاً مر الظهران وهو واد مخصب كثير النخل ذو عين فوارة سيالة تسقي تلك الناحية . ومن هذا الوادي تجلب الفواكه والخضر إلى مكة شرفها الله تعالى . ثم أدلجنا من هذا الوادي المبارك والنفوس مستبشرة ببلوغ آمالها مسرورة بحالها ومآلها فوصلنا عند الصباح إلى البلد الأمين مكة شرفها الله تعالى فوردنا منها على حرم الله تعالى ومبوأ خليله إبراهيم ومبعث صفية محمد صلى الله عليه وسلم . ودخلنا البيت الحرام الشريف الذي من دخله كان آمناً من باب بني شيبة وشاهدنا الكعبة الشريفة زادها الله تعظيماً وهي كالعروس تجلى على منصة الجلال وترفل في برود الجمال محفوفة بوفود الرحمن موصلة إلى جنة الرضوان . وطفنا بها طواف القدوم واستلمنا الحجر الكريم وصلينا ركعتين بمقام إبراهيم وتعلقنا بأستار الكعبة عند الملتزم بين الباب والحجر الأسود حيث يستجاب الدعاء وشربنا من ماء زمزم وهو لما شرب له حسبما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً ثم سعينا بين الصفا والمروة ونزلنا هنالك بدار بمقربة من باب إبراهيم - والحمد لله الذي شرفنا بالوفادة على هذا البيت الكريم وجعلنا ممن بلغنا دعوة الخليل عليه السلام والتسليم ومتع أعيننا بمشاهدة الكعبة الشريفة

124

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست