responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 78


وسافرت منه إلى جبل لبنان وهو من أخصب جبال الدنيا فيه أصناف الفواكه وعيون الماء والظلال الوافرة ولا يخلوا من المنقطعين إلى الله تعالى والزهاد والصالحين وهو شهير بذلك . ورأيت به جماعة من الصالحين قد انقطعوا إلى الله تعالى مما لم يشتهر اسمه .
الصالحون اللبنانيون وحمار الوحش أخبرني بعض الصالحين الذين لقيتهم به قال : كنا بهذا الجبل مع جماعة من الفقراء أيام البرد الشديد فأوقدنا ناراً عظيمة وأحدقنا بها . فقال بعض الحاضرين : يصلح لهذه النار ما يشوى فيها . فقال أحد الفقراء ممن تزدريه الأعين ولا يعبأ به : إني كنت عند صلاة العصر بمتعبد إبراهيم بن أدهم فرأيت بمقربة منه حمار وحش قد أحدق الثلج به من كل جانب وأظنه لا يقدر على الحراك فلو ذهبتم إليه لقدرتم عليه وشويتم لحمه في هذه النار . قال : فقمنا إليه في خمسة رجال فلقيناه كما وصف إلينا فقبضناه وأتينا به أصحابنا وذبحناه وشوينا لحمه في تلك النار وطلبنا الفقير الذي نبه عليه فلم نجده ولا وقعنا له على أثر فطال عجبنا منه . ثم وصلنا من جبل لبنان إلى مدينة بعلبك . وهي حسنة قديمة من أطيب مدن الشام تحدق بها البساتين الشريفة والجنات المنيفة وتخترق أرضها الأنهار الجارية وتضاهي دمشق في خيراتها المتناهية . وبها من حب الملوك ما ليس في سواها . وبها يصنع الدبس المنسوب إليها وهو منوع من الرب يصنعونه من العنب ولهم تربة يضعونها فيه فيجمد وتكسر القلة التي يكون بها فيبقى قطعة واحدة وتصنع منه الحلواء ويجعل فيها الفستق واللوز ويسمونها حلواء بالملبن ويسمونها أيضاً بجلد الفرس

78

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست