responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 77


ثم لم يلبث ملك الأمراء طيلان أن عزل عن طرابلس ووليها الحاج قرطية من كبار الأمراء وممن تقدمت له فيها الولاية وبينه وبين طيلان عداوة فجعل يتبع سقطاته وقام لديه إخوة ابن المؤيد شاكين القاضي جلال الدين فأمر به وبالشهود الذين شهدوا على ابن المؤيد فأحضروا وأمر بخنقهم وأخرجوا إلى ظاهر المدينة حيث يخنق الناس وأجلس كل واحد تحت مختنقه ونزعت عمائمهم . ومن عدة أمراء تلك البلاد أنه متى أمر أحدهم بقتل أحد من الناس يمر الحاكم من مجلس الأمير سبقاً على فرسه إلى حيث المأمور بقتله ثم يعود إلى الأمير فيكرر استئذانه يفعل ذلك ثلاثاً فإذا كان بعد الثلاث أنفذ الأمر فلما فعل الحاكم ذلك قامت الأمراء في المرة الثالثة وكشفوا رؤوسهم وقالوا : أيها الأمير هذه سبة في الإسلام يقتل القاضي والشهود . فقبل الأمير شفاعتهم وخلى سبيلهم . وبخارج اللاذقية الدير المعروف بدير الفاروص وهو أعظم دير بالشام ومصر يسكنه الرهبان ويقصده النصارى من الآفاق وكل من نزل به من المسلمين . فالنصارى يضيفونه . وطعامهم الخبز والجبن والزيتون والخل البكر . وميناء هذه المدينة عليها سلسلة بين برجين لا يدخلها أحد ولا يخرج منها حتى تحط له السلسلة . وهي من أحسن المراسي بالشام .
ثم سافرت إلى حصن المرقب وهو من الحصون العظيمة يماثل حصن الكرك . ومبناه على جبل شامخ وخارجه ربض ينزله الغرباء ولا يدخلون قلعته . وافتتحه من أيدي الروم الملك المنصور قلاوون وعليه ولد ابنه الملك الناصر . وكان قاضيه برهان الدين المصري من أفاضل القضاة وكرمائهم ثم سافرت إلى الجبل الأقرع وهو أعلى جبل بالشام وأول ما يظهر منها من البحر وسكانه التركمان . وفيه العيون والأنهار .

77

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست