responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 681

إسم الكتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) ( عدد الصفحات : 682)


يختزنونه كما يختزن التمر ويقتاتون به ويخرجون إلى صيده قبل طلوع الشمس فإنه لا يطير إذ ذاك لأجل البرد . وأقمنا ببودا أياماً ثم سافرنا في قافلة ووصلنا في أوسط ذي القعدة إلى مدينة سجلماسة . وخرجت منها في ثاني ذي الحجة وذلك أوان البرد الشديد ونزل بالطريق ثلج كثير . ولقد رأيت الطرق الصعبة والثلج الكثير ببخارى وسمرقند وخراسان وبلاد الأتراك فلم أر أصعب من طريق أم جنيبة . ووصلنا ليلة عيد الأضحى إلى دار الطمع فأقمت هنالك يوم عيد الأضحى ثم خرجت فوصلت إلى حضرة فاس حضرة مولانا أمير المؤمنين أيده الله فقبلت يده الكريمة وتيمنت بمشاهدة وجهه المبارك وأقمت في كنف إحسانه بعد طول الرحلة . والله تعالى يشكر ما أولانيه من جزيل إحسانه وسابغ امتنانه ويديم أيامه ويمتع المسلمين بطول بقائه . وههنا انتهت الرحلة المسماة تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار . وكان الفراغ من تقييدها في ثالث ذي الحجة عام ستة وخمسين وسبعمائة .
والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى قال ابن جزي انتهى ما لخصته من تقييد الشيخ أبي عبد الله محمد بن بطوطة أكرمه الله . ولا يخفى على ذي عقل أن هذا الشيخ هو رحال العصر . ومن قال : رحال هذه الملة لم يبعد ولم يجعل بلاد الدنيا للرحلة . واتخذ حضرة فاس مقراً ومستوطناً بعد طول جولانه لما تحقق أن مولانا أيده الله أعظم ملوكها شأناً وأعمهم فضائل وأكرمهم إحساناً وأشدهم بالواردين عليه عناية وأتمهم بمن ينتمي إلى طلب العلم حماية . فيجب على مثلي أن يحمد الله تعالى لأن وفقه في أول حاله وترحاله لاستيطان هذه الحضرة التي اختارها هذا الشيخ بعد رحلة خمسة وعشرين عاماً .
إنها لنعمة لا يقدر قدرها ولا يوفى شكرها . والله تعالى يرزقنا الإعانة على خدمة مولانا أمير المؤمنين ويبقي علينا ظل حرمته ورحمته ويجزيه عنا معشر الغرباء المنقطعين إليه أفضل جزاء المحسنين . اللهم

681

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 681
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست