نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 678
بن علي الجزولي . وأضافني قاضيها أبو إبراهيم إسحاق الجاناتي وهو من الأفاضل وأضافني جعفر بن محمد المسوفي . وديار تكدا مبنية بالحجارة الحمر وماؤها يجري على معادن النحاس فيتغير لونه وطعمه بذلك ولا زرع بها إلا يسير من القمح يأكله التجار والغرباء . ويباع بحساب عشرين مداً من أمدادهم بمثقال ذهب ومدهم ثلث المد ببلادنا . وتباع الذرة عندهم بحساب تسعين مداً بمثقال ذهب . وهي كثيرة العقارب . وعقاربها تقتل من كان صبياً لم يبلغ وأما الرجال فقلما تقتلهم . ولقد لدغت يوماً وأنا بها ولداً للشيخ سعيد بن علي عند الصبح فمات لحينه وحضرت جنازته . ولا شغل لأهل تكدا غير التجارة . يسافرون كل عام إلى مصر ويجلبون من كل ما بها من حسان الثياب وسواها . ولأهلها رفاهية وسعة بال ويتفاخرون بكثرة العبيد والخدم وكذلك أهل مالي وايوالاتن . ولا يبيعون المعلمات منهن إلا نادراً وبالثمن الكثير . حكاية جوار معلمات أردت لما دخلت تكدا شراء خادم معلمة فلم أجدها ثم بعث إلي القاضي أبو إبراهيم بخادم لبعض أصحابه فاشتريتها بخمسة وعشرين مثقالاً . ثم إن صاحبها ندم ورغب في الإقالة فقلت له : إن دللتني على سواها أقلتك . فدلني على خادم لعلي أغيول وهو المغربي التادلي الذي أبى أن يرفع شيئاً من أسبابي حين وقعت ناقتي وأبى أن يسقي غلامي الماء حين عطش . فاشتريتها منه وكانت خيراً من الأولى وأقلت صاحبي الأول . ثم ندم هذا المغربي على بيع الخادم ورغب في الإقالة وألح في ذلك . فأبيت الا أن أجازيه بسوء فعله فكاد أن يجن أو يهلك أسفاً . ثم أقلته بعد . ذكر معدن النحاس ومعدن النحاس بخارج تكدا يحفرون عليه في الأرض ويأتون إلى البلد فيسبكونه في دورهم . ويفعل ذلك عبيدهم وخدمهم . فإذا سبكوه نحاساً أحمر صنعوا منه قضباناً في طول شبر ونصف بعضها رقاق وبعضها
678
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 678